بقلم … ندى الشيخ سليمان
أَمَا زِلْتَ تَذْكُرُنِي أَيُّهَا اللَّيْلُ المُسَجَّى
تَحْتَ خَيْمَةِ الرَّبِّ؟
فَتَأَنَّى ..
أَنَا الَّتِي ضَرَبْتَنِي لِأَبْتَلِعَ مِلْحَكَ الزَّائِدَ
أَنَا الَّتِي كَبُرَتْ
فَاعْتَزَلَتِ عَدَّ الخَوَاتِمِ الذَّهَبِيَّةِ
عَلَى أَصَابِعِكَ
صِرْتُ أَعْقِلُكَ بِأَصَابِعِي .. !
أَفَتِّشُ مَنَتْهَاكَ مِنْ عُلا سُفُوح قَلْبِي
فِي ضَوْءِ قَاشِعٍ أَثَرُكَ دَاهِم
سَحَبَنِي مِنْ خُرْمِ بَيْتِي ؟!
هَلْ تَرَكْتَ رِسَالَةً لِي كُكُلِّ صَبَاحٍ بَائِدٍ؟
عَلَى رِيْشَةِ العَصْفُورِ الهَائِمَةِ
مَعَ الرِّيحِ .. ؟!
هَلْ ماتَ ؟!
تَزْحَفُ بِي يَا لَيْلُ وَلَمْ يَنْحَنِ ظَهْرُكَ ..!
جُنُودُكَ فِي الوَطَنِ
أَكَلُوا ظُهُورَهُمْ
أَكَلُوا صُدُورَهُمْ
أَكَلُوا قُلُوبَهُمْ
وَظَلَّ اللَّيْلُ يَطُولُ وَيَجْحَظُ
اِبْتَلَعَ النُّجُومَ
اِبْتَلَعَ القَمَرَ .. !
صِرْتُ أُغْنِيَّةَ مَرَاثِيكَ يَا إِلْيَاسَ خَضْرِ
يَتِيمَةً وُسْطَى لِإِخْوَةٍ يَتَامَى
الحُزْنُ قَهْوَتُنَا المُرَّة
وَ شَايُنَا
نَقْتَسِمُ خُبْزَهُ مُحْتَرَقًا، لَا يَلْسَعُنَا
حَسَاؤُهُ بِنكْهَةِ العَلْقَمِ، يَشْبِهُ صُوَرَنَا
هَلْا أَعَرْتَنِي ثَوْبًا فَاحِمًا مِنْ سَوَادِكَ؟
لِصُورَةِ جَوَازِ السَّفَرِ
كَيْ أَبْدُو مِنْ هُنَاكَ لَا مِنْ هُنَا
فِيَضَعُونَ لِي خَتْمَ المُوَافَقَةِ
أُرِيدُ الطَّيَرَانَ يَا وَطَنِي
لَا هُرُوبًا
بَلْ تَخَفُّفًا مِنْ أَزْرَقَ دَاكِنٍ تَفَشَّى فِي رَأْسِي
مِنْ بِنَفْسَجِيٍّ لَنْ يُشْفَى
مَلْلتُ اسْتِعَارَةَ الكِنَايَاتِ القَاسِيَةِ
مَلَلْتُ الرَّمَادِيَّةَ المفْضوحَةَ فَوْقَ
الهَالاتِ وَالكَدَمَاتِ
رُبَّمَا سَأَكْتُبُ يَوْمًا
عَنْ ذَوَبانِ المَارْشْمِيلُو فِي فِنْجَانِ الشُّوكُولَاتَةِ السَّاخِنَةِ
رُبَّمَا
تَحْتَ
حَرَارَةِ شَمْسِهِمِ الحَانِيَةِ
سَتَذُوبُ
ذَاكِرَتِي
وَيَشْطُفُهَا بِالْمَاءِ الغَزِيرِ
عَامِلُ النَّظَافَةِ المُحْتَرَمُ … !
بقلم … ندى الشيخ سليمان







































Discussion about this post