…
وَحِــيـداً عَــلَـى شَـاطِـئِ الأُمـنِـيَاتِ
أُطِــلُّ عَـلَـى وَطَـنِـي فِــي الـشَّتَاتِ
.
و أَصـبِرُ صَـبرِي عَـلَى صَـيْدِ حُـوتٍ
و عَــيْـنِـي تَــــدُورُ بِــكُـلِّ الـجِـهَـاتِ
.
أَرَى خَــلـفَ هَـــذِي الـتُّـخُومِ دِيَــاراً
تُــنَـادِي عَــلَـى أَهـلِـهَـا فِـــي ثَـبَـاتِ
.
تَـقُولُ اْرجِـعُوا لِـي ، و لا تَهجُرُونِي
فَــتُـزْهِـقَ رُوحِـــي يَـــدُ الـظُّـلُـمَاتِ
.
تَـعَـالَـوْا لِـتَـحـيَا الأَزَاهِــيـرُ حَــوْلِـي
و مُـــــدُّوا إِلَـــــيَّ بِــطَــوقِ نَــجَــاةِ
.
تَـصِـيحُ الـبُـيُوتُ فَـمَـا مِـنْ مُـجِيبٍ
سِــوَى الـصَّمتِ والـبّحرِ والـنَّظَرَاتِ
.
و قَـــلــبٍ تَــفَــطَّـرَ حُــزنــاً عَـلَـيْـهَـا
و شَـــوقِ الـرُّجُـوعِ قُـبَـيلَ الـمَـمَاتِ
.
و فِـي غَـمرَةِ الـصَّمتِ أَبـقَى وَحِيداً
أُفَــتِّــشُ فِــــي دَفــتـرِ الـذِّكـرَيَـاتِ
.
فـتـقـطـع جِـنِّـيَّـةُ الـشِّـعـرِ صَـمـتِـي
و تُـلـقِـي بِـبَـحـرِي مِـــنَ الـمُـغرِيَاتِ
.
فَـأَصـطَادُ مَـا طَـابَ لِـي مِـن مَـعَانٍ
و أَمـضِـي و فِـي جُـعبَتِي أُغـنِيَاتِي
.
***
هُــوَ الـشِّـعرُ زَادِي و نَـبـضُ فُـؤَادِي
و قُــــرَّةُ عَـيْـنِـي و حُــلـمُ حَـيَـاتِـي
.
هُـــوَ الـشِّـعـرُ رَوَّيْـتُـهُ مِــن دِمَـائِـي
فَـحَـقَّـقتُ بِـالـشِّـعرِ فَــرحَـةَ ذَاتِـــي
.
هُـــوَ الـشِّـعـرُ حُـرِّيَـتِـي و اْنـبِـعَاثِي
كَـــنُـــورٍ تَــــــلَألأَ فِـــــي كَــلِـمَـاتِـي
.
أَنَــــا يَــــا فَـتَـاتِـي كَـنَـسـرٍ طَـلِـيـقٍ
أَطِــيــرُ إِلَــــى الـقِـمَـمِ الـشَّـاهِـقَاتِ
.
و أَرفُـــــضُ كُـــــلَّ قُـــيُــودٍ لِأَنِّــــي
أُقَـــــدِّسُ حُــرِّيَــتِـي يَــــا فَــتَـاتِـي
.
فَــإِنْ شِـئـتِ فَـلتَقْرَئِي فِـي عُـيُونِي
قَـصَـائِدَ صِـدقِـي ، وفِــي قَـسَمَاتِي
.
عَـلَـى مَــرِّ سِـتِّـينَ مَــا خُـنتُ عَـهداً
و لا بِـــعـــتُ شِـــعــرِيَ لِـلـغَـانِـيَـاتِ
.
نَـهَـلتُ الـمُـرٌوءَةَ مِــن فَـيـضِ أُمِّـي
و حَــزمُ أَبِــي قَـد بَـدَا فِـي سِـمَاتي
.
بِــصَــدرِيَ عُـصـفُـورُ حُـــبٍّ يُـغَـنِّـي
فَــيَـسْـرِي غِــنَــاهُ بِــكُــلِّ الـجِـهَـاتِ
.
و يَــعــزِفُ لـلـسِّـلمِ أَعـــذَبَ لَــحـنٍ
عَــسَـى أَنْ تَـلِـيـنَ قُــلُـوبُ الـطُّـغَاةِ
.
زَرَعــــتُ بِــأَرضِــي سَـنَـابِـلَ حُـــبٍّ
و رَوَّيْـــتُ مِــن خَـافِـقِي سُـنـبُلاتِي
.
فَــلَـمَّـا نَــوَيْــتُ الــحَـصَـادَ تَـجَـلَّـتْ
بِــمِــرآةِ عَـيْـنِـي سُــيـوف الــوُشَـاةِ
.
فَــأَيـقَـنْـتُ أَنِّــــي سَــأَدفَــعُ مِــنِّــي
ضَــرِيــبَـةَ مَـــــاضٍ زَرَعــــتُ و آتِ
***
سَـأَهـرُبُ ، لَـكِـنْ إِلَــى أَيْـنَ يـمضِي
بُــعَـيْـدَ الــهُـرُوبِ شِـــرَاعُ الـحَـيَـاةِ
.
و مَــا عَــادَ فِــي الـعُمرِ إِلاَّ الـثَّوَانِي
و قَـطـرَةُ نُــورٍ ثَــوَتْ فِــي دَوَاتِــي
.
و هــذا الـيَـرَاعُ الَّــذِي قَــد شَـقِيتُ
بِـــهِ طُــولَ مَــا مَــرَّ مِــن سَـنَـوَاتِي
.
و بَعضُ الوُرَيقَاتِ مِن فَيضِ رُوحِي
سَـقَـاهَـا دَمِــي مِــن مَـعِـينٍ فُــرَاتِ
.
هِـيَ الإِرثُ بَـعدِي و هَـل كَانَ أَغلَى
مِــنَ الـشِّـعرِ فِـي غَـيْبةِ الـمُعجزاتِ
كلمات الشاعر
د. جمال مرسي
Discussion about this post