تمسك ساعدها بكفّ يميني
و مشينا جنب الكروم نميل
و الظّلّ وراءنا يجرّ خطونا
نحو مغيب بقي منه قليل
مررنا بزرقة نهر يعلو هديره
كسر صمتا ساد بيننا طويل
سعدت بموعد طال ترقّبه
و كنت أظنّ أنّه مستحيل
على خدّ الماء رأيت وجها
كبدر في بداية الشّهر نحيل
قلت و ما كنت للبوح قادر
و بعض القول للمحبّ فضول
ساعة جاد علينا الزّمان بها
هي العمر ليتها كانت تطول
طواها عنّا الظّلام حين بدا
و كأنّه كان لفراقنا عجول
خشيت عليها لوم عذالها
و قلت هذا باب البين بيننا
و عيناي من الوجد تسيل
رمتني بنظرة خجل و قبول
قالت:
سيبقى حبل اللقاء الموصول
إذا غاب عذالي و غفا الأقارب
إذا هبّ نسيم المساء غدا
ذاك موعدنا و لست عنه أغيب
لن أبخل باللقاء مع من أهوى
لا سهم يثنيني عنك و لا حراب
إدريس العمراني
Discussion about this post