خذي رقم قبري
بقلم/ لطفي تباهي
با امرأة الزّجاج في بلّور القناني
تهرّب الورد رذاذًا
نراه في عينيكِ واضحًا جرح الفُستق
الفُستقُ يعتذر جافّا ، هكذا قدّمتهِ لنا
لا تبكي إذا قبل مواسم الشّفرات
دون المَسَاسِ بلون الكاكاو المُبقّع بنهديكِ
على قميصكِ الّذي يعرف من أين قد نُطِلّ
أعيدي للإلتفاتات خوفها
للعاق ذاكرة الرّيق المرّ و أمّ خلفه تغزل الحنظل
أعيدي للظلّ ألعاب اللّيل الدّامس
خصركِ و صنّارة مبحوحة بالشّمس
كجّات العيون الشّاخصة
و كمنجات تتقن تزوير النّايات
أعيدي لنا الإعتذارات الّتي لم يلتقطها أحد
و ليسامحنا الله
هكذا نحن.. مُبذّرون و سفلة
ننثر السّاحات للحمام في الأماكن المفكوكة
و أنت تتّسعين مجّانًا
في المدى
سأقلّم من شرفتكِ الجنوب
الجنوب لا يفهم الإيتكيت و يأكل بكلتا يديه
سأصبغه لكِ بالزّهري من أجل بلبلكِ
و القفص ، الكرسيّ الهزّاز ، الجريدة ، مجلّة البلاي بوي ، كوب العصير المؤبّد في النّصف
فستانكِ الفاتح على حتفنا
المرمر المهرّب في جواربكِ الشفّافة
و محض العِلكة
سنطلب لك الغروب كاملاً متى تريدين
ومع هذا سنعتذر…
أعذرينا لم ننتبه لجينات البارود في النّمش
و صدركِ في عشّه
فطعنت النّساء في رمّانهن
و أقمتِ فينا أغاني القحطِ
دسَسْتِ عويل الذّئاب جافّا في طعامنا
ولم نقل شيئا
أخبرنا النّاجي الوحيد أنّكِ قادمة
فرادى في قطعان النّواح
و مع هذا لم نُخفِ عود قصب واحد
لننقذ مزاميرنا و أنتِ على صهوة الأغاني
تذبحين لإنتصاراتكِ علينا
قطيع البرد
و تعطّلين الطّفولة
كلّ هذا لأنّ البحر علق بين أصابع بحّارتنا !؟
كلّ هذا لأنّ شاعرا خلع جوارب الصّباحات البِكر
من قُرانا النّائية !؟
تقرّحات اللّيل البريّة..صدّقيني لم نزرعها نحن
كلّ هذا لأنّ خيام المُشرّدين
أكثر تنظيمًا من الفِطر !؟
ألا يكفي وَحْمُ الأكمان في جنبات الأطفال ؟
حتّى جراح المدينة سميّناها لأجلكِ أزقّة
و رمينا فيها العشّاق ، القطط ، عابري السّبيل
و بائعات الهوى ، السّكارى ، المجانين ، عامود إنارة ميّت و كشكا صغيرا لبيع السّجائر
ولم تنس أبدا أنّني ،
لم أحضر في الموعد المحدّد
يومها كان الشّارع فارغا من محتواه و أنا في طريقي إليكِ
كان الهامش فتاة تبيع الخبز بالزّيتون
و الفهرس أسماء رجال الشّرطة الّذين أفرغوه
و أنا جُملة وسط الشّارع بالأحمر العريض
كتبها سائق متهوّر
كان على موعد هو الآخر
الخبر مُعلن في شاهدة قبر
بعد السّور مباشرة
أوّل قبر على اليسار
أنا من إختار المكان عمدًا
أنت لا تجيدين العثور عليَّ في الزّحام
كما في المقهى تماما
أحبّ أن أنظر إليكِ و أنتِ تبحثين عنّي
بين الطّاولات و باقات الورد
لطفي تياهي
Discussion about this post