السّنبلةْ… تُسْكِنُ أحشاءَها ذهَباً
تُهْديْهِ لِلجائعِ بعْدَ الخَواءْ.
مِنْ رُوحِهِ يَسْكبُ المُعَلِّمُ شغَفاً
قَبْلَ تعليمِ الطّالبِ الألفباءْ.
في الصّبْرِ يُعْطي الفاقِدُ النّاسَ درساً
مُسْتسلِماً يَرْتِضي مُرَّ ابتِلاءْ.
حتّى لو الهمّ أثقل غيمةً تُعْطي…
مِنْ حُزْنِها، تجْزلُ هَطْل البُكاءْ.
كيفَ المريضُ يبرَأُ داؤُه
إنْ طبيبٌ ضَنّ في وصْفِ الدّواءْ؟
تأمّلْ! تختنقُ بالصّمْتِ حُنْجرةٌ
إنْ ما أفاضَتْ… أطربَتْ بِالغِناءْ.
البدْرُ يُمْسي مُحاقاً لو بَخُلَ
في مَنْحِ الأرضِ قناديلَ السّناءْ.
الشّمْسُ تختبِئ خَجَلاً
إنْ شحَّ في بالِها دَفْقُ الضّياءْ.
الزّهْرُ يكتئِبُ عطَشاً
يَزْهو بِجُودِ قطراتِ مَاءْ.
والقلبُ ينتَحِرُ مللاً
إنْ أحْجَمَ عن ضَخّ الدّماءْ.
لا تردَّ السّائلينَ! ما مَنحْتَ
يرْجعُ أضعافاً بِحُسْنِ الدّعاءْ.
طوبى لِمَن يَسْخى فَيَحْيا سَعِيداً!
ما الفرْحةُ بِالأَخْذِ بَلْ بِالعطاءْ.
(نجوى أبو شهلا)
Discussion about this post