د.كمال يونس يكتب عن:
في غفلة من المسرحيين و ردة حضارية تسللت مافيا المهرجانات المسرحية لتحكم قبضتها وسطوتها على مقدرات المسرح ، وهي مجموعة متكاملة من الحفريات المسرحية التي تأبى الاختفاء من الساحة تظللهم الشللية محتمين في كراسي وظيفية إذ يتغير الوزراء وهم باقون في مناصبهم، متنقلين بينها وكأنه لا يوجد غيرهم ولا يحاسبهم أحد، يقسمون الأدوار بينهم ما بين تنظيم وتحكيم ولجان مشاهدة واختيار يغطي عليهم جوقة من الإعلاميين المسرحيين ، ومدعي النقد المرتزقة ، وكم من جوائز وتكريمات سخيفة متكررة في فجاجة حتى لمن لا ينتمون للمسرح في مخاصصة فجة، وكل من هب ودب يقيم مهرجانا، وتستنزف الميزانيات ،والوجوه لا تتغير ما بين مصريين ووفود الدول العربية بلا تجديد ولا ضخ بدماء جديدة ، حتى وصل عدد المهرجانات المسرحية في مصر وحدها 34 مهرجانا ، أي مهرجان كل 10 أيام على مدار العام، صفرية المردود الإيجابي على جودة اختيار العروض ومحاولة المحافظة على ماتبقى من جمهور المسرح .
وفي ظل تواجد الهيئة العربية للمسرح بإمكانياتها وبذخها لم تترك أي أثر إيجابي يذكر على الحركة المسرحية بعد سيطرة ثلة بعينها عليه، محتكرين مقدرات المسرح وفعالياته خاصة المهرجانات، وقد واجهت بذلك وخاطبت سمو الشيخ سلطان القاسمي ، ولكن يبدو أن هناك صحوة أو انتفاضة أو إفاقة حقيقية ميزت المهرجان العربي للمسرح في دورته ال١٥ بمسقط سلطنة عُمان يناير 2025 ، الذي رفع شعار نحو مسرح جديد ومتجدد، وقد اتضحت وتجلت في الآتي :
1-النسبة الكبيرة ) 80%) لعروض من تأليف المؤلفين المسرحيين العرب( سيدات ورجال) في انتفاضة على ظاهرة طاغية مستشرية مكتسحة لاستسهال و استهبال المسرحيين تقديم عروضهم عن أصول أجنبية تحت مسمى إعداد أو دراماتورج.
2-المشاركة الكبيرة) 27% (الفعالية للمسرحيات العربيات ما بين كاتبات ومخرجات.
3-تجديد وجوه لجنة التحكيم.
4 – تجديد إلى حد ما في قائمة الضيوف.
ولعل ما ذكره المسرحي العراقي د. جبار خماط من بشائر صحوة نزاهة ميزت مهرجان الرياض للمسرح سبتمبر 2024 بدورته الثانية:
-1 لا يوجد تكرار للوجوه من الضيوف.
-2 لا توجد جائزة للسينوغرافيا .
-3 التنمية المسرحية من خلال تواجد مسرحيين شباب سيكون لهم شأن في مستقبل المسرح السعودي والعربي.
Discussion about this post