بقلم الأديبة زينة جرادي
هامتْ روحي صارت شَفَقًا
فامتطيتُ الحُلْمَ وأسدَلْتُ شِراعَ الشّوقِ أُراوِدُ أهدابَ الهوى
جُموحُهُ أشعلَ هُرمونَ الغرام
عَطَّرْنا نوافذ العِشقِ بين لثم واحتضان
فاضت الأرجاءُ سحرًا
وارتقينا
انسكبْتُ كشلَّالِ ضوءٍ من قَمر
كشمعةٍ أذابَها الخيطُ بداخِلِها
أتاني شاهرًا حُبًّا… اضمَحَلَّ شيئاً فشيئاً
أيَروي الحبَّ قلبٌ يَسكُنُهُ الجَفاف!
أيُّ حِضْنٍ يبحثُ عنهُ في أقاصي لَوْعتي؟
إلى تلكَ العاشقةِ أنا، كَفاكِ استسلامًا!
متعبةٌ كورقةٍ تلاعبَتْ بها الرّيح
عالقةٌ بين الأماني و الاحْتِضار
لم يبقَ من ذِكرانا سِوى شوارِعُ وطرُقاتٌ مَرَرْنا بها وعُدْتُ منها غريبةً وَحدي
جَفَّ اللقاءُ ولم يبقَ لِلَّثَماتِ ريق
سِيَّان عِندي بين حُضورِهِ والغياب
يأتي كمَوْتٍ ولا روحَ بي ليخطِفَها
أنا النّورُ الّذي استيقظَ بِلا حياة، كَديكٍ بُحَّ لم يَسمعْهُ فجرٌ فأقفَلَ على القمرِ ورحل
تبًّا لكَ أيّها الليلْ، كشفْتَ دِثارَ أحلامي
شَطَرْتَها على أُفُقِ الأنّاتِ و أوزانِ القوافي
ما عادتِ الخُطى تملأُ الأرْكانَ
تستَنِدُ إلى بُقَعِ الضّوء
تلُفُّني بضجيجٍ مُراءٍ في ليلٍ ضرير
آسفةٌ يا أنا، سَقيتُكِ احتضاري
أخطأتُ بحقِّكِ
ملَلْتُ من غُصَّةٍ ترتدي كَذِبًا سَعادَةً
ما عُدْتُ أذكُرُ منها إلّا الرِّياء
تَيَبُّسُ الصُّراخِ في صَوتي يُمَزِّقُني بخناجرَ من صَمْت
لن أخافَ المزيدَ من الدّروب
فالقدَرُ خلعَ احتلالَهُ عنّي
والشّمسُ دُفِنَت في حِضنِ المَغيب
وجدتُ نفسي، وأنا التّائهةُ، يُراقصُني ظِلُّ نور
أهيمُ بطريقٍ ضَلَّ مسَارَ الرُّجوع
جاثمةً هُنا وهُناك بين المفارق
أسكُنُ فراغَ الذِّكرى في جذورِ الإنَّما المنسوجَةِ أحلامًا
بحقيبةٍ، تنتظِرُ على ميناءِ الرّحيلِ بمدَى النّسيان
وبي ما يَكفي من صمتِ النّحيب
كفاكِ يا نفسُ نثرًا للهوى في مقاعدِ الخَواء
ما كنتِ يومًا ضعيفةً ولكنَّ خَصْمك كان عليكِ عزيزًا
غَرِقَتْ سفينتي، ما عادت الرّيحُ تَهُمُّني
هَرَبَتْ منّي كُلُّ الرُّؤَى وأنا أنتظرُ على حَرِّ اللَّظى
يا عُمريَ الّذي نَقَصَ عُمْرُه
كم تمنّيتُ مرورَ الأيامِ غافِلَةً أنّها تسرق من عمري
ضاعَ الزّمان…
غريبةٌ هي لُعبةُ القدرِ حين تَغزِلُ على فراغِ الوقتِ رحلةً رُسِمَتْ ولم تُكتَبْ
يَلدَغُها شَهيقُ الْ لَوْ
تُصبحُ مُجَرَّدَ ذِكرى
لا تَغْتَرَّ يا قلبُ من لينٍ يُغْمَس في وَهْمِ الحروفِ ولا يَمْسَسْ نَبضَهُ طَيْف
Discussion about this post