أنا خرّيجة جامعة موقّرة …

أنا خرّيجة جامعة موقّرة،

و موظّفة غير مرتشية! نظّاراتي سميكة على أنفي، حين أعطس،

أعطس مبادئاً! 

.

عصافير بطني تزقزق منذ بداية الدّوام الرّسمي! 

حتّى قبل انبلاج الضّرورة 

و الضّرورة حجّة أغلقها الضّمير

بوجه اليد النّظيفة! 

.

يدي ملساء

لم تلتقط يوماً مالاً و لا حتّى مهراً

كان مهري من ثلاثين عاماً ( من دهر)

مئة ليرة مقبوضة

و مؤخّري مئة قبلة غير مقبوضة.

.

رنّ الهاتف، صار يزعق، بحّ سلكه الطّويل المشرّج بكبل الخوارق! 

رنّ طويلاً، في الفجر

و كانتِ الدّنيا كانون،

كانون الّذي يغنّي له وديع الصافي..

.

قالوا، ” مات أبوك”

و الهاتف يرنّ

ماتت أمّك و الهاتف يرنّ

مذابح من حولك! 

الهاتف يرنّ

الناجية/ أنا، لم أدمع، لم أجفل

.

ألتقط سماعة الكبرياء

ألووو

لا أحد يردّ

عصافير المقبرة تعوي، الورد جريء بين الشّواهد المتماثلة..

العطرة الدّبقة تمتدّ،

تجمع قبرين بالحلال.. 

تتمدّد، تجمع رأسين بدمعة واحدة، لا نهائية ..

. 

أنا خريجة حبوس

حبس المعرفة ، حبس الصّدمات العاطفيّة، حبس الحارة الضّيّقة الّتي تعرفني جيّداً.. 

و لا يصدقونني إذ أقول:

وداعاً

لا يأبهون حين أرشّ الأرز على رؤوس العائدين ..

.

ذلك رأس أبي يعبر فوق الموت

ذلك رأس أمّي تسابق خرافها في مرعى الغفران .

.

و أنا أرعى صوفي المقصوص!

. 

أنا خرّيحة مراعي

معي عصا و صولجان و قطعة من ناي ، معي دمع أحمر فاقع

و الورد شاهد مزيّف، أخرس، مرتشٍ و غير مبدئي.

. 

أنا خريجة مبادئ الثّمانينات من القرن المنصرم.

كنت أمشي بانضباط، أحيّي العلم و أبكي، أبكي من حبّ هذه الأرض ..

و اليوم أضحك

لأي جواز

سفر.

.

مريم الأحمد