دقّ جرس هاتفها في ساعة متأخرة من الليل. كانت تلك المكالمة الّتي لم تتوقّعها. “مرحبًا، هل تتذكَرينني؟” جاء الصّوت من الطّرف الآخر.
“ماهر؟” تساءلت بذهول. كان حبيبها السّابق، الّذي انفصلت عنه منذ سنوات.
“أحتاج إلى رؤيتك. هناك شيء مهمّ أريد أن أقوله.”
وافقت على الفور، وذهبت إلى المقهى الَذي شهد أجمل لحظاتهما. عندما دخل، شعرت أنّ الزّمن قد توقّف. كان يبدو أكبر، لكن عينيه تحملان نفس الشّرارة الّتي عرفتها دائمًا.
تحدّثا عن الماضي، عن الذّكريات الّتي لم تُنسَ. “لم أستطع نسيانك”، قال بصوت مليء بالحنين. “كنت دائمًا في قلبي.”
شعرت بشيء يتجدّد بينهما، وكأنّ الحبّ الّذي فقداه يعود إليهما ببطء. لكن قبل أن تستطيع الرّد، رنّ هاتفه فجأة. نظر إلى الشّاشة ووجهه شحب.
“آسف، يجب أن أذهب.”
غادر بسرعة، تاركا قلبها في حالة من الاضطراب. بعد قليل، وصلتها رسالة نصفيّة منه: “أنا متزوج الآن.”
في تلك اللحظة، شعرت بصدمة عميقة. “متزوج؟” همست لنفسها، بينما كانت مشاعرها تتصارع بين الحنين والألم. كيف يمكن أن يعود بعد كلّ هذه السّنوات ليخبرها أنّه لا يزال يحمل لها نفس المشاعر، ثم يفاجئها بهذا الخبر؟
فجأة، بدأ كل شيء يتلاشى من حولها. وجدت نفسها ممدّدة على فراش في غرفة غريبة محاطة بأصوات خافتة وضوء ساطع. كان هناك طبيب بجوارها يقول بلطف: “لقد استعدتِ وعيك. كنت في حالة من الهلوسة بسبب الضّغط النّفسي.”
Discussion about this post