قَالَتْ:
لِـمَ لـَمْ تَعُدْ فِي الشِّعْرِ
تَنْظُمُ فِي الْغَزَل؟
لِـمَ تَهْجُرُ الْحُبَّ النَّبِيلَ
وَقَدْ كُنْتَ لَهُ الْأَمَل؟
لِـمَ تَعْشَقُ الْأَحْجَارَ
وَالْأَنْهَارَ قُلْ لِـي
وَتَكْتُبُ الْأَحْزَانَ بِـمَـا
جَمَعْتَهُ مِنْ وَشَل؟
لِـمَ تُؤْثِرُ النَّظْمَ
فِي بَحْرِ الْمَآسِي
وَتُكْثِرُ الْقَوْلَ فِيهِ
دُونَ أَنْ َتَتْعَبَ أَوْ تَمَل؟
لِمَ تَكْرَهُ الْحَمْقَى
وَتَأْنَفُ دَعْمَ الظَّالِـمِينَ
وَتَفْخَرُ بِالْبَطَل؟
لِمَ تَرْتَاحُ يَا بَكَّايُ لِلْمَوْتَى
وَتَكْرَهُ فِي الْأَحْيَاءِ
طَبْعَ الْخِيَانَةِ وَالْخَبَل؟
يَا مُخَّ الْقَصِيدِ
وَعِرْقَ الْبَيَانِ
وَرَائِحَةَ الَأَسْفَارِ الصَّفْرَاءِ
وَنُكْهَةَ شَوْقِي وَحَنِينِي
وَسَيْفِي الَّذِي يُصَاحِبُنِي
فِي الْمَعَارِكِ
ضِدَّ الْخُرَافَةِ وَالدَّجَل
لَمْ أَهْجُرِ الْحُبَّ يَوْمًا
كُلُّ مَا فِي الْأَمْرِ أَنِّي
جَعَلْتُ مِنَ الْهَوَى دِرْعًا
كَيْ أَخُوضَ بَقِيَّةَ الْعُمْرِ
فِي أَرْضِ الْوَغَى بِقَصَائِدِي
فَحَمَلْتُكِ فَوْقَ ظَهْرِ مَطِيَّتِي
طَبْعًا، مَجَازًا، وَإِنْ كُنْتِ
يَا نَبْلِي عَنْ مَعَارِكِي غَائِبَة
فَلَا تَعْجَبِي
لَوْ شَمَمْتِ رِيحَ النَّقْعِ
بَيْنَ قَصَائِدِي
وَسَمِعْتِ حَمْحَمَةَ الْخُيُولِ
وَأَنْتِ جَالِسَةٌ هُنَاكَ
وَبَيْنَ يَدَيْكِ مِنْ شِعْرِي
أَوْ لَمَسْتِ تَمَرُّدِي
ضِدَّ الْخَائِنِينَ
وَكُلِّ مَنْ تَآمَرَ أَوْ ظَلَم
طَبْعِي أَنَا فِي الْحُبِّ
يَفْضَحُ مَعْدِنِي
وَكُرْهِي لِلْأَحْيَاءِ
لَيْسَ لِشَخْصِهِمْ
وَإِنَّمَا لِفِعَالِهِمْ
أَمَا مَحَبَّتِي لِلْحَصَى فَلِأَنَّنِي
وَجَدْتُ الصَّخْرَ أَنْقَى
وَأَوْفَى مِمَّنْ عَرَفْتُ مِنَ الْبَشَر
وَفِي الْأَمْوَاتِ يَا زَهْرَاءُ
مَا يُرْخِي الْهُدُوءَ
عَلَى ضِفَافِ قَصَائِدِي
وَفِي الْأَحْيَاءِ مَا يُنَغِّصُ
جَوَّ قَرِيحَتِي
وَيَجْعَلُهَا كَدَر
أَمَّا النَّظْمُ فِي بَحْرِ الْمَآسِي
فَوَاجِبٌ عِنْدِي
وَمَنْ لَمْ يَنْقُلِ الْآلَامَ
لِلْقُرَّاءِ تَصْوِيرًا
وَيَنْصُرَ بِالْحَرْفِ
شَعْبًا يُعَانِي الظُّلْمَ
مِنْ جَبَرُوتِ الْبَشَر
فَقَدْ خَانَ الْيَرَاعَ صَرَاحَةً
وَبِالتَّضَامُنِ قَدْ كَفَر
Discussion about this post