صحيفه الرواد نيوز …
فليسقط دستور 1930 ..
▪️عقب صدور تصريح 28 فبراير 1922 الذي اعترف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة، تم وضع دستور جديد للبلاد صدر في 19 أبريل عام 1923 ليحل محل القانون النظامي نمرة 29 لسنة 1913، ووضعته لجنة مكونة من ثلاثين عضو ضمت ممثلين للأحزاب السياسية والزعامات الشعبية وقادة الحركة الوطنية وقد زعم تلك اللجنة عبد الخالق ثروت ..
▪️ونص ذاك الدستور على أن حكومة مصر “ملكية وراثية وشكلها نيابي” ..
▪️ظل دستور 1923 معمولا به منذ صدوره وحتى تم إلغاءه في الثاني والعشرين من أكتوبر عام 1930 وصدور دستور جديد للبلاد عرف بدستور 1930 واستمر العمل به لمدة خمس سنوات كانت بمثابة نكسة للحياة الدستورية الديمقراطية ..
▪️بدأ الانقلاب الدستورى باستقالة حكومة النحاس باشا فى صيف ذلك العام بسبب إعاقة الملك فؤاد لعملها، ورغم تجديد البرلمان الثقة بها إلا أن فؤاد قبل الاستقالة وكلف إسماعيل باشا صدقى بتشكيل حكومة جديدة ..
▪️قام الملك بحل جميع مجالس المديريات .
▪️أصدرت حكومة صدقى قانونا جديدا لللأنتخابات ملحقا بالدستور نص على إلغاء مبدأ الانتخاب المباشر، وجعل الانتخابات على مرحلتين، على أن يختار الناخبون مجمعا انتخابيا، ثم يقوم أعضاء هذا المجمع بانتخاب البرلمان نيابة عن الناخبين .
▪️كما رفع القانون سن الناخب إلى 25 سنة، واشترط فى عضو المجمع الانتخابى شروطا مالية وتعليمية استبعد به معظم المواطنين، كما حرم جميع المشتغلين بالمهن الحرة من محامين وأطباء وصحفيين ومهندسين من خارج القاهرة حق ترشيح أنفسهم لعضوية البرلمان .
▪️قام صدقى بتأسيس حزب يسانده فأسس حزب الشعب وأخذت الإدارة تروج لهذا الحزب وتدعو الناس بمختلف وسائل الترغيب والترهيب والتوريط فى الانضمام له ..
▪️بعد ساعات من صدور دستور 1930 بدأ الوفد فى قيادة الحركة الشعبية للاحتجاج على إلغاء دستور 23، من خلال البيانات والمؤتمرات السياسية والمقالات الصحفية، وأصدرته لجنته الإدارية بيانا بعد 48 ساعة اعتبرت فيه أن ما حدث اعتداء صارخ على الدستور،وبما أن دستور الدولة الذى أقسم الكل على احترامه والطاعة له هو حق مقدس للأمة لا يمكنها التفريط فيه ولا السكوت على المساس به أو مخالفة أحكامه ..
▪️لهذا قرر الوفد عدم الاعتراف بالدستور ولا بقانون الانتخاب الجديدين وعدم الرضوخ لهما ومقاطعة الانتخابات العامة بجميع عملياتها ..
▪️وسرعان ما انضم كل من حزب الأحرار الدستوريين الذى كان صدقى ينتمى إليه.كما انضم بعضا من اعضاء الحزب الوطنى للمعارضة ..
▪️وفى نفس الوقت استقال عدد من العمد ومشايخ القرى حتى لا يشاركوا فى تزوير إرادة الأمة، وبدأت موجة الاستقالات باستقالة 250 من العمد والمشايخ ثم اتسعت الحركة وتضاعف العدد رغم تحويل الحكومة العمد والمشايخ المستقيلين إلى مجالس تأديبية وتغريمهم بمبالغ الية كبيرة وملاحقتهم والقبض عليهم ..
▪️وفى مارس 1931 تشكل ائتلاف بين الوفد والأحرار الدستوريين صدر عنه ميثاق قومى تعاهد فيه طرفاه على مقاطعة الانتخابات والنضال لإعادة دستور 23 والحياة البرلمانية السليمة على أساس منه، وبدأ زعماء الحزبين حركة واسعة لزيارة أقاليم مصر والدعوة بين الجماهير لرفض دستور 30 وقانون الانتخابات الجديد والعمل على إسقاطهما وإعادة دستور 23، ولم يأبه زعماء الأحزاب بقمع السلطة ولا بطشها، ولا باستعانتها بالجيش لفض مؤتمرات المعارضة بالقوة، ولم يتوقف قادة الأمة عن مسعاهم حتى بعد أن وصل بطش حكومة صدقى إلى حد محاولة قتل النحاس باشا طعنا بسونكى بندقية أحد الجنود وهى المحاولة التى فشلت بسبب حماية سنيوت حنا عضو الوفد للنحاس باشا بجسده وتلقيه الطعنة عوضا عنه ..
▪️وتصعيدا للمواجهة قرر الوفد والأحرار عقد مؤتمر وطنى عام فى 8 مايو 1931، وعندما منعت الحكومة انعقاده بالقوة بدأت حملة لجمع التوقيعات على بيان المؤتمر الوطنى، وكان فى مقدمة الموقعين مصطفى النحاس باشا رئيس الوفد ومحمد محمود باشا رئيس الأحرار الدستوريين وعدلى باشا يكن رئيس مجلس الشيوخ المستقيل والشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الجامع الأزهر السابق وويصا واصف رئيس مجلس النواب المنحل، وغيرهم ..
▪️ورغم اتساع المعارضة فقد تمت الانتخابات فى يونيو 1931، على أساس دستور الملك وقانون الانتخابات الذى سلب الشعب إرادته وحقوقه.وتشكل برلمانا هزليا يشارك فيه حزبان للسلطة: حزب الشعب الذى أسسه صدقى، وحزب الاتحاد الذى أسسه قبلها بخمس سنوات زيوار باشا فى أول انقلاب دستورى، وإلى جانبهما الحزب الوطنى الذى باع المبادئ التى قام عليها منذ أسسه مصطفى كامل سنة 1907 ..
▪️قام الشعب بالعديد من المظاهرات إلى أن تم الأمر الملكي من الملك فؤاد الأول رقم 142 لسنة 1935 في 19 ديسمبر، 1935 وهو الأمر الذي قضى بإعادة العمل بدستور عام 1923 ..
▪️بعد ذلك، ظل دستور 1923 ساريًا حتى أعلن مجلس قيادة الثورة في 10 ديسمبر، 1952 إلغاءه نهائيًا ..
الصورة الاولى التقطت عام 1936، وتبين مظاهرات الطلبة وتجمعهم حول سيارة رئيس الوزراء محمد توفيق نسيم باشا، في هذا الوقت للمطالبة بإلغاء دستور عام 1930 والعمل بدستور 1923 ..
والصورة الثانية لمتظاهرى المنصورة لتاييد النحاس باشا ..
والثالثة لمتظاهرين فى عربة الترام ..
وليسقط دستور 1930
Discussion about this post