ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تنامي الآن
فأنا لم أكبُرْ – في الفرح – بعد
وهذه المدينة مازالت تلتهم الأطفال
كما تلتهم العتمة ظلالنا!
لا تنامي
فجدّتي مازالت تربّي خرافات الجن
وحكايات جوع قبيلتنا
تحت سريري
وأبي لم يصر نبيّا بعدُ
لينجو من الجُبّ
ويعلّمني كيف أنجو من السّنين العجاف!
لا تنامي
فمنذ ثلاث ليال والثّلج يتساقط من سقف غرفتي
ولا امرأة تَحْتَطِبُني
لتُضرم حضنها في حطبي
فلا تُطفئ هذه الرّيح الباردة وجهي.
يا أُمَّهُ
لا تتركي يدهُ
فهذا السّوق يعجّ بالنّخّاسين وبنشّالي الأحلام
وطفلك أصابعه قصيرة جدّا
لا تصنع الخبز ولا الحلوى
فاستيقظي.. استيقظي
حتّى لا يتحوّل طفلك إلى شجرة من ملحْ
تحتطبها الجروح الغائرة
وتعشّش فيها القصائد الحزينة.
يا أمّهْ
كيف سيعود البحّارة الَذين أبحروا على متن قلبه
نحو النّساء البعيدات
إلى صدره
وقد خذلتهم البوصلات والاتّجاهات
ووجهك لم يعد
– كما كان –
كلّ نجوم السّماء؟!
فاستيقظي.. استيقظي
لتشرق الشّمس من جديد
وتعود بهم النّوارس إلى ميناء السّلام.
لا تنامي.. يا أمّي
فمواسم حصاد القصائد لم تحن بعدْ
وأنا رجل شرقيّ لا يقول: “أحبّكِ”
إلّا لنساء غريبات قد بقاسمنه الفراش
لا تنامي يا أمّي
فمواسم حصاد القصائد لن تأتي
وأنا ما أزهَرْتُ “شاعرا” إلّا بين شفتيك الحزينتين
فاستيقظي
لأُعلمك أنّي “أحبّكِ”
فأصير شاعرا حتّى خارج مواسم حصاد القصائد!
*
أنت متعبة؟!
ترغبين ببعض النّوم؟!
لا أخاف؟!!
فأنت، أيضا، ككلّ الموتى الّذين أحبّهم
ستكبرين في وجعي شجرة حبْ؟!!
ستنامين الآن؟!
لن تحتاجي اللّيلة لجرعة دواء “البانكرسون” الرّابعةلهذا اليوم؟ !!
حسنا، ماما!
أنا أحبّكِ!
تصبحين على خير…
هيثم الآمين
Discussion about this post