” في معبد العشق ”
جلستُ أرتِّلُ أناشيدَ الريحِ،
وأوشوشُ الجدرانَ عن أسرارِ امرأةٍ
سكنتْ مسامَ الروحِ،
امرأةٌ أبْكَتِ النُّجومَ حينَ وُلِدَتْ،
وارتجفَ الزمانُ حينَ نطقتْ
أولَ كلماتِ الصبابةِ.
هي التي
حينَ تمرُّ بينَ مواكبِ الصمتِ،
تُضيءُ شموعَ الليلِ بِرَمْشةِ عينيها،
وتتركُ في رُقْعةِ الغيمِ
أثرًا من وَمْضاتِ البرقِ،
كأنها نسمةٌ من فجرِ الأبديةِ
تعبرُ محطاتِ الانتظارِ.
يا امرأةً
تُولَدُ كلُّ صباحٍ من رمادِ الشوقِ،
تُطرِّزُ في خاصرةِ الأفقِ
أجنحةً من نورٍ،
وتعقدُ بينَ ضلوعِ الوردِ
عِقدًا من شِعرٍ
لم يَكتمِلْ في فصولِه إلا باسمِكِ.
يا سيِّدةَ المساءِ،
في حروفِكِ
تتجلَّى أبعادُ الغموضِ،
وفي ابتسامتِكِ
ينكسرُ الليلُ كمرآةٍ عتيقةٍ،
فتتدفَّقُ الألحانُ
من صمتِ الحجارةِ.
أنتِ التي
حينَ تسكنينَ القلبَ،
تَخْضَرُّ الصحارى،
وتتهجَّدُ الكواكبُ
بمزاميرِ الصباحِ.
فكيفَ للروحِ
أن تُحصي مواسمَ الخلودِ
فيكِ؟
—–
بقلم نور الدين طاهري/بروكسيل
Discussion about this post