بقلم … عبدالله سمير
النّساء
كالنّبيذ المعتّق
لا غاية للنساء في جمالهن،
هُنَ هكذا بفطرةٍ ربّانيّة،
حسناوات،
كما ترى ظلّ غيمة على عابرٍ مُرهَق.
هكذا يصنعن مِن كلّ شيءٍ طابعًا أنثويًّا بَحتًا.
أعرِف امرأة كانت تصنع من القصائدِ عناقًا،
وأخرى تصنع من المعجّنات والخبز لوحاتٍ
وأخرى تُلقي بالأسئلة إلى العامَة
وتتركهم يغزلون من خيالهم قصائد.
أعرف نساءً يغزلن من السّماء طيورًا ترفرف على شرفاتهنّ
بمحض ابتسامة للإله.
جدَتي كانت كلّما شعرت بالخوف عانقت أحفادها.
لم أستطع الاستيعاب أنّها كانت تعانق فينا سنواتٍ سوف تفتقدها
حين يسرقها الموت،
كأيّ وردة تختلس من الشّمس مخزونًا لها.
شُعلة البوتاجاز تهدأ حين تجد أنّ من يطهو عليها امرأة،
كأنّهن يرتّبن تنظيم الطّبيعة.
الشّحاذة الّتي تتسوّل في ميدان رمسيس تعلم أنّهم لا يعطونها المال صدقة،
بل فقط لأنّها جميلة الوجه.
حتّى القطط، النّساء منهنّ يدركن جيّدًا
كيف يكون العِناق.
الشّاعرات
يُدركن جيداً
قسوة
أن تضع “ن ” النّسوة في نصٍ
لا يصحبُها سوى الألم
لهذا دائما يكتُبن
بصيغة الذّكرِ
هكذا يصحبنا الألم
حتّى في نصوص النّساء
لا غاية لهنّ في أيّ شيء من هذا القبيل،
هُنّ جميلات حتّى قبل أن نراهنّ جميلات،
وبعدما نراهنّ جميلات.
أتعرِف أنّ دعوات النّساء تُقبَل أسرع من الرّجال؟
لديهنّ أساليبهنّ في المناجاة،
حتّى الملائكة الّذين يجمعون الدّعوات ليلاً،
يستطعن إقناعهم أنهنّ لا حيلة لهنّ.
المسافة لديهنّ تُقاس بالقبلة،
والوقت يخشى أن يضع ندبة على وجه إحداهنّ.
كان لأمّي نفس عظيم في الطّعام،
على عكس أبي الّذي كان يحبّ الطّهو طيلة حياته،
لكنّها كانت تقدمه بطريقة مميّزة جدًّا،
كأنّه من السّماء.
يد أمي تطهو الحياة برمّتها بربتة على كتفي.
قلبها كان يثيرني للحياة.
صوتها لا معنى له،
لكن إن فككناه،
سنجد أنّه مكوّن من علاماتٍ موسيقيّة مفقودة لعازف سماوي.
وحبيبتي كانت تداعب الغيمات ليلًا حتّى لا يتأخّر الصّبح،
لأنّها تخاف من الظّلام.
لا حيلة لهنّ في تلك الطّيبة،
غير أنّ كيدهنّ عظيم.
Abdallah Samir
بقلم … عبدالله سمير
Discussion about this post