أورثتني أمّي أنفاً شامخاً
عنقاً طويلاً ترقوتين نافرتين
ويدين نحيلتين بعروق بارزةٍ
تحسنان إدارة شؤون شجيرة الفتنة
والفلّة
وزهر “الجيرانيوم” الّذي تدعوه خبيزة وأدعوه
ورد الحيلة والوسيلة ودليل قلوب الأمّهات
وأقل قليلاً إدارة شجرة العائلة
منها ورثت حبّ السائل والمحتاج
ولم أنهره
وأطعمته مثلها “المفتول ”
بعد ان نقبت منه حبّ الحمص
لأنّه كان بلا أسنان
لم أرقص في الأعراس ككلّ النّساء
ولا رفعت صوتي في المآتم مثلهن
ووضعت ماءً لقطط الحارة كي تشرب
ولعنت مثلها بوعي النّسغ الأول الطّغاة
والدي أخذت منه اصرار نملة
تسقط حبّة القمح عن ظهرها كل خطوة
وتعود فتحملها
وإعتقاداً راسخاً بوجوب العدل
بين شجرة وأخرى
والدي كان فلاحاً يحمل متراً ومسطرةً
يقيس المسافة بين الشّجرات والنّباتات
كمية الطعام الماء والسّماد
كان يقول الظّلم أيضاً قد يقتل الأشجار!
مها عواودة
فلسطين
Discussion about this post