بقلم الشاعر والكاتب … سعيد العكيشي

شّوارع ذاكرتي …

ماذا تفعلين…؟  

ككل ليلة، أعبر شّوارع الذاكرة  

فأجد غيابكِ الموحّش  

يمضغني ويبتلع.  

هل تصدقينني لو قلت لكِ ؟

ككل ليلة ، أجد روحي معّلقة على  حبل غسّيلك الفارغ،  

الحزن والقهر والإنتظارَ 

يرضعون منها.  

وما عسّاني أن أفعل

ككل ليلة، أسمع طّنين صفعة أبيك على وجهي  

حين قبض عليّ متلبسًا ممسكاً بأناملك،  

أقّيس نعومة كفيكِ على مقياس  

اللهفة والشوق في داخلي.  

صدقيني لو قلت لك  

ككل ليلة، نافذتك نصف مفّتوحة  

توهمني بحضورك، فأنشب مخالب بصّري  

فيها إلى الصباح  

بغبطة طفل ينتظر بشائر فجر يوم عيد  

ليرتدي ملابسه الجديدة.  

ككل ليلة، أجد المدينة كانت أنثى شبقة  

حين فضت بكارتها أول رصاصة للحرب،  

صارت أكوام متاريس وشظّايا متناثرة في قلبي.  

حين أعبر شّوارع ذاكرتي  

ككل ليلة، أجد السنوات البشّعة تغتصب عمري،  

فتحبّل مشاعري بالحُزن وتولد الكآبة والترهلات  

في وجهي.  

بقلم الشاعر والكاتب … سعيد العكيشي/اليمن