الروّح تهوىٰ إلى القلوب الصافية …

كتبت … زحاف يمينة

الروّح تهوىٰ إلى القلوب الصافية …

إنَكِ بِقَلْبِي تَلْهّفِي وَ بِوُجُودَكِ تَغَيّرَتْ نَفْسِيَتِي وَ أَصْبَحَتِ الحَيَاة أَجْمْلُ مَعَكِ، إِرْتَقَيْتُ مِنْكِ وَ أَنْتِ بِحَدِّ ذَاتَكِ رَاقِيَةٌ، كُلُ مَا وَصَفْتَهُ إلاَّ أَنَنِّي لاَ أَكْتَفِي بِوَصّفكِ لِأَنَّكِ حُلْوَةٌ كَالعَسَلِ ،

أَنْتِ رَمّزُ الأَمَلِ إِفْتَخِرِي بِنَفْسِّكِ لِأَنّكِ تَتَحَدِّينَ العَالَمَ بِمُفْرَدَكِ ، وَلَمْ تَطْلُبِي يَدَ العَوْنِ مِنَ غَيْرَكِ ، أَعْلَمُ أَنْ الظُرُوفَ الِّتِي وَاجَهَتْكِ كَانَتْ صَعْبَةٌ عَلَيْكِ ، وَ هَذِهِ العَثَرَاتِ قَدْ عَلَمَتْكِ كَيْفَ تَتَأَقْلَمِينَ مَعَ الأَوْضَاعِ ؟ إِنْهَضِي وَ رَتِبِي أَفْكَارَكِ الَّتِي سَتَكُونُ رَفِيعَ مَقَامَكِ مُسْتَقْبَلاً، سَوْفَ تَنْحَلُ لَكِ كُلَّ العُقَدِ،وَ يَوْماً مَا سَيَزُولُ كُلُ هَذَا الضَبَابِ الظَاهِرِ عَلَى وَجْهَكِ ، أَنْتِ كَالزّهْرَةِ الَّتِي أَنْبَتَّتْ فِي وَسطِ الأَشْوَاكِ ، هَكَذَا أَنْتِ مَعَ بَعْضُ البَّشَرِ الَّذِينَ كَانَتْ قُلُوبَهُمْ قَاسِيَّةِ كَالحَجَرِ إِتِجاهَكِ،

وَ قَلْبُكِ البَرِيءِ والفَرِيدُ مِنْ نَوْعِهِ يَتَحَمَلُ كُلَّ شَيْءٍ كَانَ وَاسِعٌ كَالبَحْرِ ،قَرِيبًا سَتَرْجِعُ الإِبْتِسَامَةُ الجَمِيلَةُ كَرُوحَكِ الّتي تَنْبَعِثُ مِنْهَا رَائِحَةُ العُطُورَ،وَ سَتَشّرُقِي بِنُورَكِ كَمَا تَشّرُقُ شَّمْسُ وَ سَتَسّطُعِيْنَ الكَوْنَ نُورًا بِإِنْجَازَاتِكِ الَّتِي سَتُنِيرِينَ بِهَا الطَّيِبِينَ وَسَتَحْرِقِينَ بٍهَا مَشَاعِرَ المُزَيَّفِيِينَ مِنْ حَوْلِكِ ،الَّذِينَ لَمْ يُقَدِّسُوا قِيمَتَكِ ، فَنِيَّتُكِ الطَاهِرَةِ كَانَتْ سِرُّ نَجَاتَكِ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ

كتبت … زحاف يمينة-الجزائر