لهجتي ليست طرطوسيّة …

بقلم … مريم الاحمد

لهجتي ليست طرطوسيّة 

إنسَ قسوة اللغة و نبرتها

العصبيّة.. 

إنسَ سمار البشرة و شقار الوبر فوق الشّفاه!

. 

لهجتي حادّة ، تشبه قرن الثّور الّذي أُكَِل ، و كنّا نحن الطّهاة

الصّامتين! 

. 

جدّتي حورانيّة وشمت ذقنها

بسنبلة كلقمة الفلّاح

المسروقة من قبضة القاتل

و للشكيمة مراجل! 

. 

خبّأ جدّي حصانه تحت الدّرج.

و بات ينتظر الغارة

ليرمي عنقود العائلة

بوابل الدّعاء!

. 

يا حصان ابراهيم هنانو!

من أفرغ الوطن من

الطّرواديين الشّرفااء؟

. 

صورة جدّتي على نافذة غرفتها، تتكمّش بقضبان، تشبه تلك الصّدئة في السّجون!

أنفها يتحرّى الموت، و جدّي يضحك لنصف المدى الأحمر حيث الطّائرات ترمي مناشير التّحرّر! 

. 

أنا من سوريا

من صيدا إلى طرطوس

خط مستقيم يمرّ بقلب جدّي

.

الخطان المتوازيان لا يلتقيان

هاجر جدّي عن وطنه

و لم يلتقيا

إلّا في

القبر.

.

في القبو، حصان جدّي

يسابق السّاحات! 

و على مدخل الدّار ،

كتب أحدهم بفرشاة الطّلاء:

يحيا الوطن.. يسقط الاستعمار

. 

التحق ابن عمي محمود بالحرب

كتب على قلوبنا

” وداعاً تلكلخ”! 

.

بكى عمّي نصف قرن

عميت الحمامات على الرّفوف

و القنطرة النّهريّة

.

لستُ من طرطوس

أنا هنا مجرّد لاجئة

معي إقامة مؤقّتة.. 

.

لهجتي بيضاء 

هل عرفتم من أنا ؟

.

بقلم … مريم الاحمد