قال: أبي أنتِ عزيزتي
سألته: إلى أيّ حدّ تحبني ؟
قال: كمحبتي لنور عيني
أنتِ قطرة عرقي وبركة رزقي وسلوى حياتي
فقلتُ: أنتَ أماني وانتمائي ورفعةِ وجاهي وسلطاني
قال: وكيف لا أكون لك أمان وأنت ِ من صلبي وسبب سكينتي وثمرة حبّي
وكيف لا أكون لكِ رفعة وجاها وسلطانا
وأنت ملكتي ومُلكي وموكبي ،ولؤلؤة في تاج للأباطرة يريدها الكل أخبأها لأنها ثمينة جدا.
فقلتُ: كليّ منك. فأنتَ كياني وسبب وجودي .
أنتَ الآن ميت لكن أقوالك دساتيري .
تلك الابتسامة لم تفارق مخيّلتي كأنَها خيط من شعاع الشّمس
وتلك النظرة الحادّة التي تجعلك مُهابا وشامخا، كل تفاصيلك تَسْكنني.
وداعا أبي بكل ما فيك. لكن أنا أعدك أن أبقى وفيّة لقيمي حتى وإن مِتُ وحيدة
الجميع كاذبون يا أبي، منافقون، مستغلون، يريدون لنا الهوان .
نعم يا أبي الحياة كشّرت عن أنيابها في وجه براءة طبعي وفاجأتني بأن الجميع لايشبهك، وعليّ أن أكون أقوى، وشرسة في بعض الأحيان، لكني لم أستطع لأنني كالصوان ويصعب نحتي من جديد ، صُقلت على صفاتٍ حسانٍ لازيف فيها ولارياء مازلتُ ألتمس الخير في جميع البشر حتّى وأنا أرى فيهم من الشّر بحجم ما يمل الدّنيا سوادا.
بغوا وطغوا وأحالوا شعوري رمادا وجعلوني حياةً دون حياةِ
بمماتك دفنت كل مباهج الحياة.
رحلت من الدّنيا ولم ترحل مني، ليتك غمرتني بين أحضانك وأنت تموت ولبست نفس كفنك ودُفنت في روحك إلى الأبد.
الكتابة والصحيفة:زايدي حياة الجزائرية
Discussion about this post