كلمة السيد عوفي مختار بمناسبةالذكرى ال 69 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين
24 فيفري 1956-2025
يمثل تاريخ 24 فيفري حدثا هاما في تاريخ الجزائر المعاصر , ففي مثل هذا التاريخ شهدت الحركة العمالية الوطنية ميلاد الاتحاد العام للعمال الجزائريين من سنة 1956 الهيكل الذي دعم كفاح الشعب الجزائري ضد المحتل واعطى حركية جديدة للنضال السياسي رغم الاجراءات القمعية والمتابعات التعسفية التي طالت عناصره ومعها بقية الشعب الجزائري
• تأسيسه :
إن تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين من قبل جبهة التحرير الوطني كان من أجل إعطاء نفس جديد للثورة وتدعيم لصفوفها بواسطة جمع شمل الطبقة العاملة الجزائرية في تنظيم نقابي واحد وأيضا لدفع هذه الشريحة الاجتماعية للمساهمة ليس فقط في الدفاع عن مصالح العمال المادية والاجتماعية وانما لنشر الوعي السياسي والكفاح المسلح من أجل تحرير الجزائر , حيث كان لجهود عيسات ايدير ومساعيه الاثر الكبير في تأسيس هذا الاتحاد في 24 فيفري 1956
• أهداف تأسيس الاتحاد :
كان من الاهداف المتوخاة من وراء تأسيس الاتحاد تدويل المشكلة النقابية الجزائرية والتجنيد الفعال لكل عمال العالم من أجل تأييد قضية العمال الجزائريين المكافحين
ولتجسيد هذه الاهداف انضم الاتحاد الى الجامعة العالمية للنقابات الحرة التي وجد فيها منبرا لتبليغ صوته الى الرأي العالمي وأسس فروع للاتحاد في كل من تونس والمغرب وفرنسا , وقد مكنته هذه الخطوة من القيام بنشاط كبير في المجال الدولي للتعريف بالحركة النقابية الجزائرية وكسب تأييد عمال العالم لكفاح عمال الجزائريين
وقد توجت هذه التحركات العمالية من تقديم مساعدات هامة للاجئين الجزائريين في كل من تونس والمغرب وارسال عدد من العمال الجزائريين للتكوين والتخصص في مختلف المصانع الدولية وقد حاولت السلطات الاستعمارية الحد من نشاط وتحركات الاتحاد من خلال عرقلة نشاطه وعدم السماح لقادته بالخروج من الجزائروالزج بهم في السجون الفرنسية وكان الأمين العام للاتحاد عيسات ايدير من ضحايا هذه السياسة
ورغم هذا فقد تمكن الاتحاد العام للعمال الجزائريين من التشهير بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر في المحافل الدولية والتجمعات العمالية وبالتالي العمل على كسب الراي العام الدولي لصالح القضية الجزائرية
• دور الاتحاد في الثورة التحريرية :
لعب الاتحاد العام للعمال الجزائريين دورا مميزا في تنظيم الطبقة العاملة الجزائرية ورص صفوفها لخدمة أهداف الثورة التحريرية خاصة بعد مؤتمر الصومام إذ خرج هذا الأخير بتصور مستقبلي للاتحاد العام للعمال الجزائريين والاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين ودورها الكبير في عملية النضال والتنمية
وقد برز دور الطبقة الجزائرية في المهجر وخاصة في فرنسا اذ ساهم العمال مساهمة فعالة وكبيرة في تدعيم الثورة من خلال الاشتراكات المالية المدفوعة لفروع فدرالية جبهة التحرير الوطني في مختلف المدن الفرنسية للثورة وقد وصلت اشتراكات العمال 30فرتكا جديدا لكل عامل , مع الاشارة أن عدد المشتركين سنة 1961 كان 135.202 عاملا مناضلا
وقد برز دور الطبقة العاملة من خلال نقل الثورة الى فرنسا وفتح جبهة ثانية من خلال القيام بأعمال فدائية وتخريبية في فرنسا اضافة الى تنظيم الاتحاد لعدة اضرابات داخل الوطن مما يدل على الوعي والنضج السياسي الذي تتمتع به الطبقة العاملة في الجزائر و وقد أظهر الاتحاد العامالعالمي وحدة الشعب وتعلقه بمبادئ جبهة التحرير الوطني الممثل الوحيد والشرعي للثورة الجزائرية والشعب الجزائري
عمر بن زيان
Discussion about this post