الشاعرة حسناء سليمان تكتب:
شمشوم الجبّار!… عندما استرسل شعره… مصدر قوّته!…
واسودّت بوجهه… شمس الحياة!…
وسُدّتْ منافذُ النور ِِللحرّيّة!… أمام ثَغْرَةِ آماله!…
تطلّع إلى عظمة الهيكل …فَسَبّح الرّب !…
ماأعظم خالقاً !…يمنح ذكاءً وقدرة لخليقتِه!…
هذا الحصن!… من صنع البشر؟!…
كيف للإنسان الغيور!… الصّغير!… أن يكون قديراً؟!…
وحزن شمشوم أشدَّ الحزن!…
لأنّه كان قويّاً وضعيفاً… في آنٍ !…
خطؤه !…أن يسجِنَ داخل صدره قلباً رقيقاً… مسكناً للمحبّة!..
تنتزعه الأيادي الملوّثة …بالضّغينة والخيانة!…
كعصفور !…يجوب الدُّنْيَا !…
ويرتمي من عليائه بطلقة واحدة!…
حَزِنَ شمشوم الجبّار… لأن الموتَ الرّخيصَ رخيصٌ…
وارتعد !…من كثرة الأعداء حواليه …
“عليَّ! …وعلى أعدائي!…” قالها!…
وقضى الخيرُ والشّرّ معاً… بين أركام …يأس الهيكل!…
واليوم !…
يُعيد التّاريخ نفسه متطوّراً!… في وطني!…
وطني الحصن المنيع !… وقد شُيّد بالشّهادة …على مرّ العصور!…
صار مرتهناً!… مسجوناً !…مقيّداً على الكراسي!…
وكبيرُ القوم !…لم يَعُد خادم الصّغار…. الضُّعَفَاء… الفقراء …
الكبار!… صاروا مرتهنين …يخدمون الغرباء …
اشتدّ بنا الغيّ !…والضّلال!
ما عاد يعنينا هذا الصّغير!… لبنانا!…
اجتمع الأصحاب …ليفترقوا!…
وقال شمشوم الحاضر؛
“عليّ!… وعلى أصحابي!…”…
واهتزّ عمود الهيكل!…
لكنّ الهيكل الآن !…هو وطني!…
وطني!…
وعين الرّب ترعاه!… مدى العصور!…
لن تقوى عليه… رياح الشّر …
لن يتهدّم !…لا من عدوٍّ …ولا من صديق!…
إنّه الجاثي مع القدّيسين!… عند أحضان إلهنا!…
إنّه مِنّة للكون!…
صولجانُ الجمالِ !…قَبْلَنا!…
ونعمةُ البقاءِ! …بَعْدَنا…
يزولُ الكونُ كلُّه!…
وذرةٌ من ترابِه لا تزول!….
Discussion about this post