يدٌ ناقصة تُكمِّلُ العالم
لو كنتُ هناكَ
لمِتُّ كما ينبغي لي أن أموتَ
دون أن أبتسمَ
دون أن أنتظر من أحدٍ أن يبكي
لو كنت هناكَ لسِرتُ إلى حتفي
بلا رغبةٍ في التأجيلِ
لاندثرتُ كيفَما اتُّفِقَ
مُحترقةً
أو متجمِّدةً
أو لنثرتُ شظايايَ كالمَرايا المُنكَسرة
ليرى العالمُ فيها وجهَه المُشوَّه.
لم يتبقَّ أحدٌ ليتعرَّف على أشلائي
في زحامٍ لا وقت فيه للتدقيقِ في تفاصيلِ الوجوه
يجمَع الأجساد ويُركِّبها كلعبة البازل
دون أن يعيرَ اهتماماً لتناغم الأجزاء
يحسبُ فقط
هنا ذراعي الملتصقةُ بجسدي المثقوب
ذراعٌ أخرى
رجلٌ
رجل أخرى
ورأس غريبةٌ عني
ربما كانت لجارتي الجديدة
من سيخبِرُهم أن هذه الذِّراع ليست لي،
وأن في تلك الأصابع خاتم زواج،
لرجلٍ لا أعرفه!
من سيخبرهم أنَّنا صِرنا كأجسادنا
كأشلائنا
كأحزاننا
كثيراً في واحد
وأنّنا نريد أن نُبعثَ في القيامةِ هكذا
واحداً في كثير
لو كنتُ هناكَ لحملتُ جوعي كنبوءةٍ
وخرجتُ أتمشى
أتمشى
أتمشى
أعدُّ خطواتي
لأنسى كم رغيفا كان يكفيني في مثل هذا الصباح..
أشم رائحة تلك الأيام البعيدة
أتذكر ويقتلني النسيان
أنسى و تفجعني الذاكرة
لو كنت هناك لمتُّ مرة واحدة
لما أنتظرت من أحدٍ أن يحمل موتي على جبينه كالوسمِ
ولا أن يردد الشعارات التي ينقذ بها نفسه من نفسه
لتساعده على النومِ
لما غضبت من الذين يرقصون بعيدا
ولا تصلهم رائحة لحمي
الذي يحترق في مطبخ العالم الكبير
لم أعد أريدُ من يبكي عني،
أريد أن أرقصَ
أريد من يضحك عنّي
من يرسم بيدي الناقصةِ اكتمالاً يشبهني
من يكتب على الأوراق قصائدي،
ومن يعبثُ بخصلاتِ شعرِ امرأة لم أكُنها يوما
أريدُ من العالم أن ينساني
وأن يكتبَ سيرتهُ الذاتية بعيداً عن سنابل قمحي
التي زرعتها يدٌ ضاعت مني الآن..
أريدُ من تقعُ في الحب باسمي
تسرقُ كالأطفال منهُ قبلتَها الأولى وتهربُ
أريدُ من تموتُ ميتةً دافئةً كالتي أردتُها
فالموتُ والحبُّ توقيع شخصيٌّ
وأنا لا أملك يدي
أنا لا أملكُ يدي!!
فاطمة الزهراء
Discussion about this post