بقلم الدكتورة بهيّة الطشم
” لا يكفي أن نملك فكراً أو عقلاً جيّداً ؛ المهم أن نطبّقه تطبيقاً حسناً.”
هي العبارة الذّهبيّة لفيلسوف العقل ديكارت وصاحب أمّهات الكتب في فلسفة العقل والّتي آثرنا البدء باستقراء أبرز معانيها …فالعقل الّذي مركزه الدّماغ
هو أوّل ما خلقه الله….في الإنسان وجعله متميّزاً عن غيره من الكائنات ليكون….الإنسان هو الحيوان العاقل أو النّاطق في الكوزمولوجيا ( عالم الوجود) قاطبة.
ولا نغفل فكرة جوهريّة مفادها أن الانسان هو حيوان ضاحك….فالضّحك هو سمة استثنائيّة في هيولى الإنسان …تنطبع في إرهاصاته الانطولوجية وبشكل نسبيّ…وتتباين أسبابها وتداعياتها
وفقاً لاختلاف طبائع البشر…
وغالباً ما يسعى سكان كوكب الأرض إلى جعل الضّحكة رفيقتهم الدّائمة وإن اختلفت كلّياً أو جزئيّاً معالم سلوكيّاتهم الظّاهرة والمستترة…وكذلك مهما تباينت وسائلهم في تحقيق غاية الغايات في حياتهم…( وجه السّعادة….والضّحكة الصّادحة الّتي لا شقاء بعدها).
إنّه الدّماغ….موئل العقل….( شمس الأحكام الصّائبة)…ومُلهم الفلاسفة وتاج العباقرة السّرمدي…
وبالعودة الى الكلمات العقلية لرافع لواء القوّة النّاطقة بالمنطق وأب الحكمة….ديكارت..ومؤلف كتاب ( مقالة الطّريقة لحُسن قيادة العقل).
البشر في قوّة العقل ومختلفون في قوّة الاختراع…
وقد خصّ الكلمة الأخيرة بمعانٍ فائقة بالعقلانيّة …ذلك أنّ الاختراع متلازم بالأفعال والسّلوكيات…
ونستحضر هاهنا بإعجاب القول الرّائد لفيلسوف الوجوديّة سارتر: ” الإنسان إنسان بما يفعل.”
و والفيلسوف وعالم النّفس الألمانيّ كارل ياسبرز.: الانسان انسان بما يفكّر ويفعل.”
لنلتمس أنّ القوّة التّفكيريّة في الدّماغ البشري هي المحرّك الدّيناميكي الّذي يوجّه السّلوكيّات المتنوّعة….ولا غرابة في هذا السّياق من أن نقدّم فكرة بارزة على طبق الاستنتاج المرتكن الى بنات أفكار العقل نفسه….ألا وهي أنّ المجنون ليس فاقداً للعقل…ولكنّ عقله يعمل بطريقة خاطئة ويأمره بسلوكيّات شاذّة وغريبة عن المألوف فيما هو متعارف عليه في العقل الجمعي….
وفي سياق استقراء مسوّغ الوجود الإنساني ( العقل)
نستحضر بإعجاب شديد قول أمير البلاغة والبيان الإمام علي (ع): ” أنّ أكبر الغنى العقل واكبر الفقر الحمق.”
واذا ما انبثقت الأفكار بإختلافها من العقل ….فإنّ الدّوافع هي الّتي تحرّك السّلوكيّات البشريّة ؛ كما أنّ الأخيرة….( السلوكيات) هي ترجمة للعقل….على اعتبار أنّ التّصرّفات هي وحدات القياس لمعالم شخصيّة الإنسان.
ذلك أنّ الدّوافع بتباين أنواعها…
ترسم حنايا كلّ شخصيّة تبعاً لدورها في تنفيذ السّلوكيات…
فرصد التّصرّفات تحت مجهر التّحليل العقليّ مع تراكم المواقف المتنوّعة إبّان الفترات الزّمنيّة المتلاحقة….هي العامل الأبرز في متابعة الاستراتيجيّة الأمثل لكيفيّة التّعامل مع الشّخصيّة السّويّة أو المرضيّة…
إذاً العقل وهو الغريزة الجوهرية لإنسانية الإنسان ومرتعه الدّماغ….
هو أداة وأورغانون الفهم والرّبط والتّمييز والاستنتاج ….
وبانوراما السّلوكيات هي صورة واضحة عن
طبيعة الذّكاء أو الغباء العقلي لأيّ إنسان…
وما أرقى….أن تكون السّلوكيّات المرتكزة على العقل الرّاجح دليل الانسان في سلوكيّاته الفرديّة والجمعيّة!
Discussion about this post