تأليف / أيمن دراوشة
قصة قصيرة
كان كريم طفلًا صغيرًا يعيش في قرية صغيرة تسدعى التلال الخضراء، محاطة بالجبال الشاهقة، والأشجار العالية.
كانت هوايته المفضلة رياضة كرة القدم معشوقة الملايين.
في الأزقة الترابية بين المنازل لم يكن أحد يتوقع أن يصبح يومًا ما نجمًا عالميًا، إلا عمه أيمن، الشخص الوحيد الذي رأى فيه موهبة فريدة، حتى قرر مساعدته لتحقيق أحلامه وأمنياته.
في يوم من الأيام، بينما كان كريم مشغول مع أصدقائه، لاحظ عمه أيمن دقة تسديداته وبراعته في المراوغة. اقترب منه وقال:
“كريم، لديك موهبة نادرة. إذا كنت مستعدًا للعمل بجد، سأساعدك لتصبح لاعبًا مشهورًا.”
وافق كريم بكل قوة، وبدأ عمه أيمن يعلمه مهارات الكرة الأساسية.
اشترى له كرة قدم جديدة، ودربه يوميًا في الملعب الوحيد بالقرية. لم يقتصر الأمر على التدريب البدني؛ بل علمه أيضًا قيمة الانضباط، والتحلي بالصبر، والعمل الجماعي، وتهذيب النفوس.
بعد سنوات من التدريب المكثف، قرر أيمن اصطحاب كريم إلى العاصمة للمشاركة في اختبارات الناشئين بأحد الأندية الكبيرة. في ذلك اليوم، أدهش كريم الجميع بمهاراته. حت وقع النادي عقدًا معه وبدأت رحلته الاحترافية.
لم تكن الأمور سهلة. واجه كريم تحديات كثيرة في التأقلم مع الفريق الجديد وضغط المنافسة. لكن دعم عمه المستمر كان يدفعه دائمًا للأمام. كان يقول له:
“لا تيأس يا كريم. النجوم لا تُولد، بل تُصنع بالصبر والعمل.”
بمرور الوقت، أصبح كريم اسمًا مألوفًا في عالم كرة القدم. تألق في مباريات الدوري، ولفت أنظار الفرق الأوروبية الكبرى. وبعد سنوات من العمل الشاق، انتقل كريم للعب في فريق عالمي، حيث أذهل الجماهير بمهاراته الاستثنائية وأهدافه الحاسمة.
وفي إحدى المباريات النهائية لدوري النجوم، سجل كريم هدف الفوز لفريقه، ليقف الجميع تصفيقًا له. وعندما سأله الصحفيون عن سر نجاحه، قال بابتسامة:
“كل ما أنا عليه اليوم، بفضل عمي أيمن الذي آمن بي منذ البداية.”
أصبحت قصة كريم ملهمة للأطفال حول العالم، ودخل اسمه قائمة أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ. وبقي عمه أيمن فخورًا به، يتابع كل مباراة من المدرجات بابتسامة ممتنة على وجهه.
Discussion about this post