تاريخ قبيلة أولاد بن السبع
…
تُعتبر قبيلة أولاد بن السبع من القبائل الشريفة ذات الأصول الإدريسية التي لعبت دوراً مهماً في النسيج الاجتماعي والثقافي للمغرب. تعود أصول هذه القبيلة إلى عامر الهامل “أبي السباع”، أحد أحفاد الأدارسة الذين ينتهي نسبهم إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. عُرف عامر الهامل برحلته الطويلة التي قادته من فاس إلى المشرق العربي، حيث طلب العلم وتعمق في الدين، ثم عاد ليستقر في مناطق درعة وسوس
الاستقرار والترحال:
بعد استقراره في سوس، أسس عامر الهامل قاعدة أسرية واجتماعية، حيث خلّف أبناءً وأحفاداً شكلوا النواة الأولى لقبيلة أولاد بن السبع. ومع مرور الزمن، بدأت هذه القبيلة تمارس حياة الترحال، متنقلة بين مناطق حوز مراكش وسوس، وصولاً إلى بلاد شنقيط (موريتانيا حالياً). هذا التنقل جعل القبيلة تنخرط في التفاعلات التجارية والثقافية مع مختلف القبائل والمناطق التي مرت بها
العلاقة بقبائل السراغنة:
يُقال أن قبيلة العرارشة، وهي إحدى القبائل المعروفة في منطقة قلعة السراغنة، تعود في نسبها إلى أولاد بن السبع. هذا الارتباط يعكس مدى تأثير هذه القبيلة في تشكيل البنية القبلية في المغرب، خاصة في المناطق الوسطى والشمالية
الهوية الشريفة:
يتمتع أولاد بن السبع بمكانة خاصة نظراً لانتمائهم إلى الشرفاء الأدارسة، الذين يحظون بتقدير كبير في المغرب بسبب نسبهم النبوي الشريف، هذه الهوية الشريفة ساهمت في تعزيز مكانة القبيلة داخل المجتمع المغربي، سواء على المستوى الديني أو الاجتماعي
الدور الثقافي والديني:
لم يقتصر تأثير أولاد بن السبع على الجانب القبلي فقط، بل امتد إلى المجالات الدينية والثقافية، فقد ساهمت هذه القبيلة في نشر العلم والتصوف في المناطق التي استقرت بها، خاصة في سوس وحوز مراكش وكان لأفراد القبيلة دور في التعليم الديني وفي نشر الطريقة الصوفية المرتبطة بالأدارسة
وبهذا يمكن القول على أن تاريخ أولاد بن السبع يعكس مسيرة قبيلة شريفة ذات جذور عميقة في التاريخ المغربي، تميزت بالترحال، والانفتاح على مختلف الثقافات، مع الحفاظ على هويتها الدينية والاجتماعية، لقد تركت هذه القبيلة بصمتها في مناطق متعددة من المغرب، وأسهمت في تشكيل جزء من الهوية المغربية الغنية المتنوعة.
للإيمان الشباني
Discussion about this post