اَلْحَياةُ اِمْرأةٌ مُشاغِبَة
السَّابِعةُ صَباحاً
كُوبُ قَهْوةٍ ،
الطَّريقُ يَلْتهِمُ الْمَسافَة
التِّكْرارُ يَحْجزُ مَوْعداً لِصَباحٍ آخَر ،
الثَّالِثةُ عَصْراً
كُوبٌ آخَرَ مِن الشَّايِ ،
اَلْوقْتُ فَوقَ الْكَراسِي يَضْبِطُ أَسْماءَ الْجُروحِ والْمَخاوِفِ
اَلْعمْرُ يَرْقُصُ ويَعُدُّ خِياناتِ الرِّفاقِ الْمُتَعَمِّدَة
لِنَرْكضْ هذا الصَّباحَ نِكايَةً فِي الْحَظِّ
لِنَحْملْ أعْماراً جَديدَةً تَحْت الشَّمْسِ ،
اَلْحَياةُ اِمْرأةٌ مُشاغِبَةٌ تُراقِبُ مِنْ بَعِيدٍ ،
تُفَكِّرُ كَيْفَ تُنْصبُ فَخّاً
عَلى خَذِّها نَبتَتْ زَهْرَةٌ
وَ في قَلْبِها جُرْحٌ غائِرٌ ،
كُلُّ الْأشْياءِ …. تَخْرُجُ لِلْحَياةِ
مِنْ ضَيْقٍ إلَى سِعَةِ الْأرْضِ ،
هَذهِ الدَّائِرةُ الَّتي تَبْتَلِعُ الْإِنْسانَ
وَتُورِّطهُ في الْعِقابِ الْأكْبَرِ ،
أَنْ يَعِيشَ أَكْثرَ… وأَكْثَر !
دُونَ أَنْ يُدْرِكَ الْوَقْتُ كَيفَ اِمْتصَّ دُخّانَهُ
وهُوَ يَخْتَبِرُ الْأشْياءَ لِيَحْيا بِتِكْرار ،
مُصاباً بِالْأرَقِ والْمَللِ يَتَدرَّبُ على النَّوْمِ
يَمْشي بِلا أَرْجلٍ تَتَرصَّدُهُ الْأرْصِفَة ،
يَتَدحْرجُ يُشيرُ بِأصابِعٍ مُكدَّسةٍ بِأحْلامِ طُفولَتِهِ الْمَسْرُوقَة
يَشْتَعِلُ كَغابَةٍ لِلانْتظارِ ،
يَشْتَهي جَسداً سَاخناً لِيَحْترقْ
اَلْمَوْتُ الشَّهِيُّ ،
يُنادِي بِميلادٍ جَديدٍ
لِلْحُبِّ …لِلْعناقِ ،
لِلْحياةِ …لِلصَّلاةِ
لِلآياتِ عَلى ثَوْبِ الْأمَّهاتِ ،
اَلْوَقْتُ يَمْضي
وَكُلُّ الْأشْياءِ تَأْتي مُتأخِّرةً ،
مَاعَدا الْمَوْتُ يَتقدَّمُ بِخُطى ثَابتَةً لَا يُخْلفُ الْمَوْعدَ .
ثورية الكور
Discussion about this post