– بيان –
أُذَكِّركم أننا ونحن نخوض حروبَنا ببسالة
ضد الأرَق
والطقس البليد
وآلام المفاصل
ومُعلَّبات المتصوِّفَة
وضد الفيروسات على عربات “الكبدة”
وضد ضلالات الإسلاميين وهلاوس اليسار
وضد اسطوانة النسوية العربية
وضد وهمٍ اسمُهُ الضرورة
وضد الأقليّات المُستخدَمَة والأكثريات المُسْتَحلِمَة.
وضد الخَلْقِ الطُفيليِّين
والرجال الثرثارين
والنساء محدودات الخيال
وضد شِعر المناسبات
وضد ولائم السلطة
وضد المعارضة الكرتونية
وضد الذكرى والذاكرة
وضد هواجس الخلود
وضد البلطجة المعرفية والابتزاز الوجداني
وضد الحشرات
على مقاهي وسط المدينة/لا في حقول الجنوب!
وضد بنك الحظّ/
الذي تصُكُّ فيه الأكاديمية مصطلحاتها
وضد الرِّبا الثقافي/
الذي يعتَنِقُهُ أولاد عمومتنا النقّاد
وضد العصافير/
في قصور الثقافة وغُرَف المدن الجامعية
وضد رُفات أنور السادات.. في قبْرِه!
(هذه حروبٌ يَجِبُ أنْ يتجاسَرَ عليها
كلُّ مَنِ انحَدَرَ من رحِمٍ طاهرٍ،
وسَرَتْ نُطفَتُهُ في صُلبِ رجُلٍ نَزِيه!)
أُذَكِّركم أننا
ونحن نخوض كل هذا،
ونجاهِدُ فيه،
ونصْطَبِرُ عليه…
كنا نتعزّى بأطياف آبائنا
يمرُّون مُتَّشِحينَ بالأسى والحكمة والجلال.
كنا نعتمد على التوازن
الذي كرَّسَ له فينا
بياضُ “العمائم” وسوادُ “المَلَسْ”..
كنا نُطَبِّبُ جراحَنا
ونحن نكويها بنار الحقيقة..
كنا نقول لشهدائنا:
ثمّة مرابطونَ خلفَكم
يحمون شمعتكم من الريح..
ونقول للريح:
احْمِلينا خِفافًا؛
وحُطّي بنا في بلادٍ مؤهَّلَةٍ للفرح!
محمد المتيم
Discussion about this post