قوة المعرفة
بقلم الكاتبة الصحفية/
دعاء محمود
المعرفة قوة لا يستهان بها على مر العصور؛ فهي أحد أقوى الأدوات التي يمتلكها الفرد؛ فهي الدافعة لكل اكتشاف، أو اختراع، كما أن لها قدرة على إحداث تغير في حياة الفرد والمجتمعات من خلال التفكير السليم لإيجاد حل لكل الصعاب التي تواجه المجتمع.
تعد دقة المعلومات في العصر الحديث أمر هام جداً؛ حيث انتشرت الشائعات، الأكاذيب، والمحتويات التافهة بصورة كبيرة ومن ذلك خرجنا حديثاً إلى مصطلح ” تعفن العقل “.
وهنا يطرح السؤال نفسه: هل حقا يتعفن العقل البشري ؟!
قد أثبتت الدراسات الحديثة أن العقل يتعفن بكثرة تغذيته بتوافه الأمور والانسياق وراء الأكاذيب، المعلومات المضللة، وتعرضه لمحتويات وسائل التواصل الإجتماعي التي لا تثمن ولا تغني من جوع.
وعلى ذلك فإن العقل يتغذى، وينمو بالمعارف السليمة التي يحصل عليها؛ فإن المعلومات تتراص فوق بعضها لينمو العقل وتتطور المهارات البشرية؛ ومن ثم تتولد القدرة على التطوير، والتغير.
والجدير بالذكر هنا أن حرب أكتوبر الخالدة إذا قيمناها بالقوة العسكرية فإن قوة المصريين وأسلحتهم آنذاك بالمقارنة بالجانب الآخر ضعيفةٌ جداً؛ ولكن الأمر الذي جعل المصريين يحققون النصر العظيم؛ هي قوة معرفة المصريين بالجانب الآخر، واللعب والتخطيط الإستراتيجي السليم الذي بني على معارف سليمة، وحجب الكثير من المعلومات عن الجانب الآخر – عن طريق استخدام الشفرة النوبية ـ ففقد العدو جزءًا هامًا من خطة النصر لديهم؛ بما حقق لنا النصر العظيم بعد توفيق الله تعالى ـ فهذه الحرب؛ حرب معلوماتية في المقام الأول – ومن هنا نكتشف أهمية المعرفة؛ فالشعوب الآن تقاس بقوة معلوماتها؛ التي تجعلها تتخذ القرار السليم. وأنت كفرد عليك أن تطبق منظومة التفكير السليم المبني على معارف سليمة؛ فمثلاً إذا أردت شراء سيارة؛ فعليك بالتفكير أولاً في أهمية السيارة بالنسبة لك، ومن ثَم جمع المعلومات حول أنواع السيارات المناسبة لإمكاناتك المادية، ثم تتعلم القيادة، وتتدرب على القيادة بمفردك؛ كي تكتشف ألديك فوبيا من القيادة أو لا، فإذا تم الأمر عزمت عليه وفعلته، أما غير ذلك فيوصف بالقرار العشوائي الذي يضر بالفرد أولاً ثم مجتمعه؛ فقد يهدر الفرد ماله إذا اشترى سيارة، ثم اكتشف أن لديه فوبيا القيادة مثلاّ، فهذا قرار أهوج لم يؤخذ على معرفةٍ سليمةٍ.
هنا يكمن السر في قوة المعرفة، فقوتها تكمن فيما يتبعها من قرارات على مستوى الأفراد والشعوب.
لذلك نجد أن بعض الشعوب الآن مهمشة، غير فاعلة؛ لما فيه من غياب عقلي معلوماتي – فقد اتخذت من القراءة والمعرفة عدوًا، ومن توافه الأمور حميما – لذا تعفنت عقولها ودمرت بيوتها وأصبحت في حالة يُرثى لها – أصبحت كغثاء السيل لا فائدة منه -.
وهنا ننتبه لأهمية المعرفة وقوتها، ووجب علينا تنمية العقل والفهم والحرص على القراءة الفاعلة يومياً – ذلك المصطلح الذي نبحثه في المقال القادم بأمر الله تعالى – نحن أمة اقرأ فلابد أن نتخذ شعار الحياة لدينا ” اقرأ .. استنير “.
الكاتبة/ دعاء محمود
مصر
Discussion about this post