حسناء سليمان تكتب:
لا أقدر أن أسمعَ وأفكّر
لا تكلّمْني يا صديقي عندما يجتاحُ الفكرُ عالمي
الفكرُ المختالُ في الخيال أقوى منّي
ينقرُ قشرتَه المُحْتَبِسَة في الظّلمة ،لينطلق الى الحياه
وشغفي للحبرِ هادر
أشرعةُ الكتابة المتحرّرة تجتذبني بخيطِ فرحٍ ضئيل
الرّوحُ ظمأى للفرح
أيا !،صديقي، لا أسمعُكَ
وتقول لي “دعي الكتابة واسمعيني”
تُرخي الأغلالُ الحريريّةُ القيدَ عنّي
فأسمعُكَ … وأسمعُكْ…
تخفضُ صوتَك لتسرَّ لي :
أعرفُ أنّكِ، الكتابةَ، تعشقين
لكنْ ، تعالي الى أحلامي
سأبني لك بيتًا صغيرًا مزنّرًا بالورد والياسمين
وغرفتُكِ حيث من نافذتِك تنظرين
تُطلُّ منها الشّمسُ، والحقولُ في الخارجِ رياحين
طاولتُك والأوراقُ الّتي وضعْتُها لكِ ، منها تأخذين
وحروفُكِ على بياضِها بالأسودِ المغرورِ تكتبين
ومرآةٌ على الحائطِ ، جمالَكِ تَعتِقين
وأعرفُ بماذا تُفكّرين ؟ وماذا ستسألين ؟
“يا ربّ أَعْشَقُ جمالَ الجوهرِ الّذي زرعتَه في أعماقنا ”
هكذا تقولين !…
وتترقّبين فكرةً ، تفتحُ أمامكِ الآفاقَ وتعلمين
أنّني ملأتُ غرفتَكِ صورًا لكِ وكأنّكِ فيها تَحلمين
وتُحبّين … وتَبتهلين
لا تقولي يا صديقي بَلْ يا رفيق التّلاحين
نحن في الدّنيا طَيْران يزغردان كالحساسين
هنا !…هجرَنا الفرحُ ، والظّلمُ شديدٌ، كم نحن مساكين
نعشقُ أن نطيرَ بأجنحة المحبّةِ وفي القلبِ يقين
أنَّ الحياةَ لا تكتملُ في الأَرْضِ … وفي السّمااااءِ السّعادةُ تلاوين
تلااااوين…
الحسناء ٤كانون الأوّل ٢٠٢١
Discussion about this post