ملا سيسو
قصة قصيرة
بقلم
انيس ميرو – زاخو
في المناطق القديمة من مركز مدينة (دهوك )تعودنا أن نشاهد رجلا غريب الأطوار يأتي من قرية (بامرني) وضواحيها لذلك كانوا يسمونه بالمجنون.؟؟
سرعان ما تحب هذه الشخصية !! عندما تتعرف إلى سلوكه السلمي لأنه كان يحب المرح و الغناء الفلكلوري الشعبي القديم، …
كان يرقص و يغني، يتخذ من صفيحة الدهن الخاليه أداة للطرق عليها مع الغناء.؟؟
دوما كان يحتفظ بقطع من الأقمشة الملونه والتي كانت تسمى (أطلس) أقمشة ملساء و براقه متعددة الالوان . ؟؟ كان يضع قسمآ من هذه القطع على كتفيه ويلفها على رقبته .؟؟
يمر بالحارات و الاطفال يتجمعون حوله، ؟
كان سعيدآ بما يرى حوله من المتفرجين أطفالا و قسما من نساء الحي؟!
كان يحمل معه دومآ مشعلا قديمآ يسمى (بالبريمز) حوضه مصنوع من (البرونز اللماع ) كان يشتغل بالنفط الابيض.
كان يجلس في هذه الحواري ويقوم بتحضير الشاي لنفسه وحين كان الاطفال يزعجونه بألفاظ نابيه أو يرمونه بالحجارة كان يبكي و يكسر أدواته .
كانت النساء تقوم بتعويضه بما لديهن من مخزون قديم من الأدوات ؟؟.
هكذا سارت الأمور و تكررت لسنوات عديدة ؟!!
في أحد الأيام كان الوقت يقترب من المساء وبدأ الظلام يزحف في الوادي الذي كان يجري فيه غدير الماء لمدينة (دهوك ) كنت مشغولا بصيد السمك بواسطة الصنارة و الخيط، ؟؟
فوجئت بتواجده بالقرب مني وبما أنه كان رجلآ وأنا كنت طفلا و أعرف أنه مجنون. راودتني المخاوف و بدأت بمراقبته عن بعد،
وإذ بي أراه يدخل إحدى يديه في جيبه ! ويخرج لفافتين من القماش مشدودة على حده، فتحهما ثم رمى محتوياتهما في مجرى النهر و أخذ وضعية (الشناو )للتمرينات الرياضيه. !!
وضع فمه على حافة مياه الغدير و بدأ يشرب منها وحين سألته ماذا تفعل؟
نظر إلي قائلا و هو يضحك إني أشرب (الشاي.)؟؟
استعجلت بالعودة باتجاه الدار خوفآ مما سيأتي بعدها. لكون المكان
بعيد من المارة؟؟
المجانين لهم حياة و تصرفات خاصة بهم ووجودهم بيننا يكمل الحياة …
بعض تصرفاتنا دون وعي منا قريبة من الجنون … فرفقا بهم …
Discussion about this post