وكأنها احتضنت العالم في لحظة صمتٍ عميق، كأن الوجود كله انصهر في عينيها الحائرتين. هناك، في طيات الظلال المنسابة بين خطوط وجهها، قصة عتيقة تختبئ، وحزنٌ يلتفُّ حوله سكون الأرض وشفافية الروح.
عيناها مثل غابة شتوية، صامتة، تتراقص فيها الأشجار العارية، وكأنها تروي قصصاً لم تخرج بعد إلى النور. يدها مسندة على وجهها، كأنها تحاول إيقاف دفق الذكريات، أن تخمد نيران الأسئلة المتقدة في قلبها. هل تستطيع أن تحتضن شتاتها؟ أم أن القلب المثقل بأثقال الوجود، يبحث عن هدنة بينه وبين نفسه؟
وهناك في زوايا روحها، تتراءى آمال كأشعة ضوء شحيحة بين الأشجار المتشابكة، وكأنها تدعوها للعودة، للانغماس مجدداً في حياةٍ هي أدرى بها.
Discussion about this post