بقلم.. محمد الدبلي الفاطمي
تَمسَّكْ بِالقِراءَةِ …
رأَيْتُ الحرْف يَرْقُصُ في خيالي
ويبحَثُ في البَيانِ عَنِ الجمالِ
تَأَبَّطَ سِحْرَ فَنٍّ فاضَ عِشْقاً
بِنَظْمٍ قَدْ أَطَلّ على الكَــــــمال
يَجودُ بِهِ اللِّسانُ كعِطْرِ مِسْكِ
تَطيـــــرُ بِهِ الأُنوفُ إلى الأَعالي
أُسافِرُ في الزَّمانِ بِلا حُدودٍ
وأَصْـــــــعَدُ حالِما قِمَمَ الجِبالِ
ولي في المُفْرداتِ بَناتُ فِكْرٍ
أجَبْنَ بما يَحِــــــقُّ على سُؤالي
تَعَلَّمْ فَي المَساءِ وفي الصّباحِ
فَإنَّ الجِــــــــدَّ أَقْرَبُ للفَلاحِ
تَعَلَّمْ فَالتَّعَلُّمُ في الحَــــــياةِ
يَقودُكَ بِاليَراعِ إلى النَّـــجاحِ
تَعي الأَلْبابُ بالأَقْلامِ فِقْــــــها
يُعَلِّمُها السَّـــــبيلَ إلى الصَّلاحِ
فَتُدْرِكُ بِالقِراءَةِ كُلَّ بُــــــــعْدٍ
وَحِينئذٍ سَتَـــــــنْهَضُ للْكِفاحِ
وِمِنْ بَعْدِ الغُروبِ نَرى شُروقاً
تجدّدَ فَــــجْرُهُ بِنَدى الصّــباحِ
تَمَسَّكْ بالقِراءَةِ في الكِتــــــابِ
فَإنَّ الجِدَّ أَنْفَــــــــــعُ للشَّبابِ
وَكُنْ في الكَسْبِ مُجْتَهِداً عَنيداً
فَإِنَّ التِّبْــرَ يُوجَدُ في الكِـــتابِ
تَعَلَّمْ ما اسْتَطَــــعْتَ فَإنَّ يَوْماً
سَتَجْني ما زَرَعْتَ بلا حِــسابِ
فَتُصْبِـــحُ وَقْتَها رَجلاً لَبيباً
تُفَكِّرُ في القراءَةِ بالـــصَّوابِ
وهذا في الحقيقَةِ فَرْضُ عَيْنٍ
وَنَهْجُ الصّالحـــــينَ منَ الرِّقابِ
أسالمُ أَيْنَ أنتِ فقد دَهاني
غُروبُ الشَّمْس فـــي هذا الزَّمانِ
هَجَرْتِ إلى الجِبالِ بِلا رِضايَ
كأَنَّكِ قَدْ هَرَبْتِ مِنَ المَــــكانِ
أُغَرِّدُ عَنْك مِنْ خَلَدي وَقَلْبي
لَعَلَّك تَسْمَعينَ صدى لِســاني
ألا عودي إلى حُضْني فَإِنّي
أَرَدْتُكِ أنْ تَعـــودي يا حَـــناني
أَسالمُ لوْ سَمِعْتِ أَنينَ قَلْبي
لَهالَكِ ما حَمَلْـتُ منْ الهـــــوانِ
أُصِبْتُ منَ التّفكُّرِ بالجُنونِ
لأنّي ما اسْتَرحْتُ إلى ظُنــوني
أُفَكِّرُ تارَةً في جَلْدِ نَفْسي
وأُخْرى في مُـــقاوَمَةِ الجُـــنونِ
كَأَنّي قَدْ طُعِنْتُ بِرَأْسِ رُمْحٍ
فَكانَتْ طَعْنَةً فَوقَ الطُّـــــعونِ
رَماني طَرْفُها بِسِهامِ حُبٍّ
وكأنَّ الرَّمْيَ من وَسَـطِ الجُفونِ
رأَيْتُ عُيونَها فَبَكَى فُؤادي
بِدَمْعِ العاشِقينَ مِنَ العُيـــونِ
سَأَلْتُ الله مَغْفِرَةَ الذُّنوبِ
فَإنّي في الطَّريقِ إلى الشّــحوب
تُراقِبُنا المَنِيَّةُ من قَريبٍ
ولا أَحداً سَيَظْفَرُ بِالهُـــــروبِ
ووقْتَئِذٍ سَنَعْقِلُ ما ارْتَكَبْنا
ووَجْهُ المَرْءِ أَقْرَبُ للشّــحوبِ
فَيا رَحْمانُ بالغُفْرانِ أَمْطِرْ
فَأَنتَ المُسْتَعانُ على الغُـــيوبِ
وأَنْتَ الرّبُّ والوَهَّابُ لُطْفاً
نخافُكَ في الشُّروقِ وفي الغُروبِ
بقلم.. محمد الدبلي الفاطمي






































