الأيدي الناعمة تخلق الإبداع
ناديا يوسف
حوار مع السيدة فداء العباس
الأعمال اليدوية أو الأشغال اليدوية أو الحرف الفنية مهما كانت التسمية هذا لا يهم..
إنها تشكل حالة فنية وتراثية واقتصادية واجتماعية لكل من يمتلك هذه الميزة التي تحتاج إلى دقة وإتقان وشغف بها هذا ناهيك عن الصبر والذوق الفني والشعور الجميل بإغداق الحب والحنان بصنع كل قطعة فنية
ونظراً لهده الأهمية كان لنا شرف اللقاء مع سيدة تمتلك هذه الصفات وبدأت بمشروعها الريفي الصغير الذي تعتبره مملكتها الخاصة التي تقدم لها كل الرعاية والعناية
– الفنانة فداء العباس هل لك أن تعرفينا بنفسك و ما نوع الأعمال الفنية التي تقومين بها ؟
– فداء عباس من مدينة الشيخ بدر متزوجة ربة منزل وأم لثلاثة أولاد ونحن و كما نعلم أن الرسالة الأسمى للمرأة هي أن تكون أم ولكن هذا لا يمنع أن تقف بجانب الرجل و تعمل معه لتخطي مصاعب الحياة وتخفف من حملها عليه من خلال تنظيم وقتها مابين واجباتها العائلية و ميولها التي ترغب بتحقيقها وأنا كنت قد بدأت مشروعي الصغير بمواد بسيطة منها ما كان متوفراً في المنزل ومنها ما تم شراؤه كي أصنع منها أنواع متعددة من الاكسسوارات (بروشات وتيجان وعروق شعر ، حبكات و وصلات شعر ، قمطات و ربطات ، أقواس ، بلاكات وسلاسل تزيين أصايص الورد – اكسسوارات للمنازل) هذا بالإضافة إلى حياكة الصوف باستخدام الصنارات
متى بدأت هذه الموهبة لديك ؟
– ميولي وتذوقي للفن منذ الصغر. بداية أعمالي كنت أصنعها لنفسي ولمحيطي القريب. لكن في السنوات الاخيرة بدأت أعمل على نطاق واسع وأطرحها للبيع من خلال التسويق لها عبر محيطي المجتمعي وعبر الوسيلة الأسرع وهي مواقع التواصل الاجتماعي
– كيف تنظر الفنانة فداء العباس إلى كل عمل فني تقوم به سواء اكسسوارات أو أعمال الصوف
– كل عمل أقوم به أضع فيه رؤيتي ذوقي وحبي لتكون دوماً مميزة ومتنوعة ترضي ذوق الناس. وأسعى للأفضل في كل خطوة جديدة
– ما أهمية هذا النوع من الأعمال في حياة المرأة
– لا يمكن أن نقطع العلاقات الاجتماعية بسبب انشغالنا بأعمالنا الخاصة وبالتالي الابتعاد رغم أن الظروف الحياتية فرضت علينا نوع من الانكفاء الذاتي لكل فرد ولكن هذا لايمنعنا من أن نعيش حياتنا الطبيعية وعوضاً من نقضي أغلب أوقاتنا في زيارة الجيران لمَ لا نستثمر وقتنا في شيء مفيد عبر استثمار وقت الفراغ بعمل ذي منفعة وممتع وزيادة الدخل المادي للأسرة في ظل الظروف الصعبة التي تمر علينا ونحن كما نعلم أن الإنسان ابن بيئته ويتأثر بجوها العام
بالنتيجة ..علينا أن نوازن بين الأمرين معاً لتعيش المرأة دورها على جميع الأصعدة دون تضارب
– نلاحظ ان العديد من النساء ابتعدن عن أعمال الحياكة والتطريز والصوف ما السبب في ذلك ؟
– أغلب النساء يرغبن بالراحة وعدم إرهاق أنفسهن بأعمال تعتبرها متعبة إلى حدٍ ما
بالإضافة لشراء الأشياء من الأسواق وذلك بسبب وجود خيارات كثيرة ومتنوعة بديلة وبكلفة أقل والبعض الآخر لديه فكرة أن مثل هذه الاعمال تقلل من قيمتها كفرد من المجتمع وتعتبرها انتقاص من وجودها وهذه فكرة خاطئة لأننا نلاحظ في الآوانة الأخيرة أن كثير من الأعمال باتت مشتركة بين الرجل والمرآة كلاهما يعمل بها مثل الطبخ الفلك و الطيران والعمل الميداني للنساء.. والكثير من الرجال يهتمون بالأطفال ولكن نحن كمجتمع شرقي ما زالت بعض العادات والتقاليد تتحكم بِنَا وبرأيي الشخصي أن العمل اليدوي يبقى له طابعه الجمالي الخاص من حيث الحرفية و المتانة التي تجعله متميز عن الصناعي
– هل هذه الأعمال التي تقومين بها هي للاكتفاء الشخصي أم هي للبيع أيضاً
– كما نعلم أن ربة المنزل تسعى لتقديم الأفضل لعائلتها حتى أنها تفضل مصلحتهم على نفسها وكنت أنا قد بدأت بأعمال الحياكة والتطريز والصوف وتدوير المواد القديمة واستخدامها من جديد لهم وبدعم من عائلتي زوجي وأولادي بدأت بعرض هذه الأعمال وتسويقها لتشكل مصدراً ثانياً للدخل وتدعم دخل الفرد والأسرة وليس هناك أجمل من شعور أن تحيك شيئاً يلبسه فلذة كبدك هذا بالإضافة إلى كونها تظهر وتوثق الحالة الاجتماعية والثقافية وتتعلق بتراث شعبي كبير عندما نحافظ عليه فإننا نحافظ على مهارات اكتسبها أجدادنا قبلنا في المجتمع.
– كلمة أخيرة تريدين توجيهها لكل أسرة ؟
– الحياة هي اختبار لنا فإما ننجح به أو نراوح مكاننا وربما نفشل به علينا ألا نتوقف عند حد معين بل المحاولة مرات عديدة
*الحق يقال فإن الأعمال اليدوية أسهمت في الحد من البطالة التي تعاني منها المجتمعات، حيث عملت على تشغيل جزء كبير من الأيدي العاملة التي لم تجد فرص عمل مناسبة، خاصة في مجتمعات ذوي الدخل المحدود
Discussion about this post