” وهج أنامل مثابرة”
لمحتها تمشيء ببطء شديد وكللٍ كحمامة زاجلة غادرها سِربها وتركها وحيدة دون سند، ظلَّتْ حيرانة بين عالم الوجود الفوضوي، تتأرجح تأويلاتها بين النهوض والسقوط هل سأبقى أدَوِّن لمستي على صفحات الأدب والكتب أم ستنتحر أنفاسي أمام أول عثرة؟.
إستوقفتها لتعترف لي بما يجول في خاطرها كقاضية تستوجبُ المتَّهم،إعترفي لي فأنا كبلسم يرمم الآهات ويضفي الهدوء من حولكِ.
طأطأت رأسها وندوب القلق بادية عليها بماذا سأجيبكُ يا ترى ومن أين سأشرع بالحديث عمَّا يختلج أنفاسي وجوف أعماقي؟
قتلتني ندوب الزمن المرير
بُترت ريشة كفاحي عندما هبَّتْ عليَّ رياح التغيير المفاجئ الذي جعلني أعود لنقطة الصفر كجنين بدأت جيناته بالتكوين.
واضمحَلَّت هويَّتي
عندما أخبرتني حيويتي
بأن الجمود قد سيطر عليَّ
كمستعمر استعمر قبيلة ما
فهلكها وقضى بشكل كبير على اخضرار حياتها
فقدتُ طاقتي
كلها عندما شربتُ من كأس الإنتقادات اللاذعة.
وها قد سمعتِ تصريحي لكل ما يتعلق بسكوني رغم إنفجاراتي المكبوتة والآن الحكم بين يديكِ إفعلي ما تشائينه بي أو قومي بإعدامي بمقصلةِ لا مفر منها أو تعطيني فرصة لأغيِّر من نفسي إلى ما هو أفضل.
إسمعيني ولا تقاطعيني، حسنا حسنا لن أقطع جسر حديثك،:
كوني محاربة وسط معركة شرسة.
أطلقي عنان المضي قدما نحو تحقيق ما تنسجينه من كلمات تروي جفاف القرائح.
إجعلي بصمة شذاكِ تسافر لمدى بعيد مع تراقص حروفها البهية.
كوني ثريَّة تنير سماء التميز وتزيل ضباب العدم والغموض من جبهة الصمت المكبوت.
إرفعي قبَّعتكِ مغرِّدةً أنَّكِ ستصلين ذات يومٍ لمرادكِ المنشود مهما تلاعبت بكِ سنوات القهر .
لهذا سأطلق عليكِ وهجُ أنامل مثابرة تترقبُ خيط الحريةِ من سجن العزلة.
سعاد طاهري/ خنشلة – الجزائر .
Discussion about this post