اننا نعيش نصف حياتنا في الظل!
- بقلم: بوخالفة كريم- الجزائر°
في كتاب “الجمهورية الفاضلة” للفيلسوف اليوناني أفلاطون
هناك قصة صغيرة تعرف باسم “أمثولة الكهف” حيث تعتبر من أفضل القصص التي تحاول فهم فكر المجتمع و محاولة إيجاد معنى للحياة.
في الحكاية مجموعة من السجناء تم حبسهم في الكهف منذ الولادة ، حيث تكون ظهورهم معاكسة للمدخل و لا يستطيعون تحريك رؤوسهم وبهذا هم يعيشون دون أي معرفة عن العالم الخارجي.
ومن وقت لآخر يمّر من قربهم الناس و العديد من الأشياء الأخرى قرب المدخل و يؤدي هذا إلى انعكاس الظلال و الصدى على الجدار الذي يراه السجناء.
السجناء يسّمون هذه الاشكال التي تظهر اوهام وهم في انفسهم معتقدين انهم يدركون الكيان الحقيقي للأشياء.
وفي احدى الايام فجأة تحرر واحد من السجناء من قيده و استطاع الخروج من الكهف للمرة الأولى في حياته ، تفاجئ السجين بحقيقة الأشياء عندما رأى الأشياء على حقيقتها و ان كل ما كان يراه كان مجرد ظلال لحقيقة الأشياء.
فقرر السجين ان يعود إلى الكهف ليشارك ما عرفه تواً مع أصحابه السجناء
لكن السجناء كذبوه و اعتقدوا ان هذه الرحلة اثرت على عقله وحولته إلى غبي و أعمى و انه بات لا يستطيع رؤية الحقيقة.
و تنتهي هنا القصة وتبدأ العبرة!
كما يقول أفلاطون انها قصة لمقارنة تأثير التعليم و انعدامه على طبيعتنا البشرية.لان معظم الناس سعيدون بجهلهم و يكرهون من يحاول ان ينبههم لذلك.
بالنسبة للفيلسوف أفلاطون، نحن جميعا نعيش جزء من حياتنا في الظل، و الكثير من الأشياء التي نتحمس لها، كالشهرة، الشريك المثالي، المنصب الممتاز، الوظيفة ذات الراتب العالي، كلها عبارة عن ظلال و أوهام و نحن عموما أقل بكثير من ما نعتقد اننا نعرف. هذه الأشياء التي نرغب بها معظمها أشباح تسيطر على جزء كبير من ثقافتنا المتوقعة و هي مرسومة على جدران عقولنا الهشة و المعيبة و لكن لأن الجميع من حولنا يصر على أنها حقيقة،
فالخوف الجمعي يحفز غريزة القطيع ويميل هذا الخوف إلى انتاج شراسة تجاه اولئك الذين لا يعتبرون أعضاءً في القطيع. ”
لذلك نحن نقع في فخ هذه الأشياء في سن مبكرة، انه ليس خطأ شخصي أو فردي، لا أحد اختار ان يولد بالكهف و لكن هذا هو المكان الذي بدأنا منه و يجب أن نحاول و نسعى للخروج منه. عليك ان تتحرر وان
لا تكون فرداً من القطيع
“فالرعاع اعتنقوا أفكارهم بدون براهين، فكيف يمكنك أن تقنعهم بزيفها من خلال البراهين؟ إن الإقناع في سوق الرعاع لا يقوم إلا على نبرات الصوت وحركات الجسد، أما البراهين فهي تثير نفورهم.”ولاتنزعج منهم ان كذبوك فأكثر ما يكرهه القطيع هو إنسان يفكر بشكل مختلف، القطيع لا يكره رأيه في الحقيقة، ولكنه يكره جرأة هذا الفرد في امتلاك الشجاعة للتفكير بنفسه كي يكون مختلفاً، وهذا تحديداً ما لا يعرفه القطيع.
Discussion about this post